رمضان الرواشدة يكتب:
يؤكّد سموّ وليّ العهد، الأمير الحسين بن عبداللّه الثاني، في كلّ خطاباته ولقاءاته وحواراته مع الأردنيّين، من كلّ الأعمار، وفي المدن والأرياف والبوادي على أهمّيّة وضرورة الاستثمار في المستقبل مع توفّر العنصر البشريّ الأردنيّ المتميّز، وأن نتقدّم إلى الأمام مستفيدين من كلّ التطوّر الهائل في وسائل الاتّصال وتقنيّة المعرفة.
ويوازن الأمير الحسين بين إيمانه العميق بأهمّيّة تجذير الهويّة الوطنيّة للدولة الأردنيّة وأهمّيّتها في صياغة الوجدان الوطنيّ وبين تطلّعاته إلى أن يستثمر الشباب الأردنيّ كلّ طاقاتهم في المعرفة، وفي الصناعات الّتي تجعل الأردنّ مواكباً لهذا الكمّ الهائل من التطوّر في العالم.
وفي خطابه، أمس، في افتتاح أعمال منتدى ” تواصل ” الّذي تنظّمه “مؤسّسة وليّ العهد” أكّد على ذلك بقوله إنّ ” الأردنيّ أثبت دوماً قدرته على الابتكار والإنجاز هو ما نراه جليّاً في قصص ملهمة على الأصعدة كافّة ” مشدّداً على أنّ المهمّ أنّ ” لا نكون مجرّد مستهلكين للتكنولوجيا بل أن نكون روّاداً في صناعتها ومؤثّرين في رسم مساراتها”.
وفي بلد مستقرّ منيع ووجود طاقات هائلة من العناصر البشريّة المتعلّمة والمتسلّحة بأرقى أنواع التقنيّات الحديثة، فإنّنا أمام فرصة تؤهّلنا للّعب دور قياديّ في المنطقة.
حديث الأمير الحسين للحضور من كافّة الأعمار، وأغلبهم من شباب المحافظات، جاء لتحفيز الجميع ولتعزيز الجهود الّتي تقوم بها مؤسّسة وليّ العهد من خلال تنظيم منتدى ” تواصل ” وللعام الثالث على التوالي. فالمؤسّسة الّتي مضى على إنشائها عشر سنوات تعمل من خلال كادر متعلّم ومدرّب على التشبيك بين الشباب وبين أصحاب القرار والخبراء من القطاعين العامّ والخاصّ.
والمنتدى ليس مجرّد جلسات نقاشيّة “شكليّة” يتحاور بها المحاضرون والحضور ويمضون، بل هي فرصة للشباب للمشاركة الجماعيّة في التفكير للمستقبل ولتقديم إبداعاتهم وابتكاراتهم لصنّاع القرار، خاصّة مع وجود عدد كبير من رؤساء ومدراء الشركات الكبرى، الّتي تهتمّ بالتقاط الأفكار المبدعة والمشاريع الواعدة وتحويلها إلى قصص نجاح رأيناها على مدار السنوات السابقة.
والنقاشات الّتي دارات أمس امتدّت من التعليم التقنيّ والمهنيّ والذكاء الاصطناعيّ كفرصة يجب ركوب موجتها إلى الفنّ والثقافة باعتبارهما محرّكاً اقتصاديّاً وصناعة وقوّة ناعمة مؤثّرة في تشكيل الوجدان الوطنيّ والدفاع عن هويّة الدولة وتاريخها ودورها في الإقليم المضطرب.
ومنتدى ” تواصل ” ليس المنصّة الوحيدة، فقط، الّتي تعمل من خلالها مؤسّسة وليّ العهد على دعم الشباب والشابّات أصحاب الابتكار والأفكار الطموحة ودعم مشاركتهم في الحياة الاقتصاديّة، وفي مسارات التحديث السياسيّ؛ فهي على مدار السنة تتواصل مع الشباب، في المحافظات كافّة، ومع الشركات والخبراء الّذي يمكن لهم تبنّي هذه الأفكار.
مؤسّسة وليّ العهد، خليّة نحل متواصلة ودائمة، طوال العام تسعى لتحقيق طموحات الأمير الحسين، وتوجيهات جلالة الملك ودعمه للأمير، ووضعها موضع التنفيذ دون الإغفال عن أيّ جانب من جوانب الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة والفنّيّة في المجتمع الأردنيّ.