اخلاص القاضي – يدفع خوف الأربعينية نداء خشية الإصابة بفيروس كورونا إلى تناولها العشوائي والمفرط للفيتامينات والمعادن، إذ لم تكن تعلم، أن ذلك قد يتسبب “بتسمم فيتاميني” وفقا لأخصائيين يحذرون من أن فرط تناول بعض الفيتامينات يسهل امتصاص العناصر السامة مثل الرصاص والزرنيخ والكوبالت، الامر الذي يؤدي لأضرار صحية تستهدف الكبد والكلى والجهاز الهضمي وغيرها. فمنذ بدء الجائحة يقدم مواطنون على تناول غير مسبوق للفيتامينات وخاصة (الدي والسي والزنك) لتعزيز وتقوية جهاز المناعة، فيما يؤكد متخصصون لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أن أخذ تلك الفيتامينات ليس الا إجراء وقائيا، ولا يعد علاجا كليا او ناجعا للقضاء على فيروس كورونا، ما يقتضي تناولها بعقلانية واعتدال، ويفضل بعد استشارات طبية خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة، وذلك منعا لحدوث تداخلات دوائية ومشاكل صحية جراء “التسمم الفيتاميني”. ويؤكد محمد حمامي، وهو مساعد صيدلاني، ان كثافة اقبال الناس على شراء الفيتامينات منذ بدء الجائحة غير مسبوق ، خاصة (السي، الدي، الزنك)، حيث يحرص على تقديم النصائح العلمية لمن يرغب بشرائها، لجهة الجرعات الموصى بها يوميا أو اسبوعيا أو شهريا، وضرورة عدم أخذ مجموعة الفيتامينات مرة واحدة، بل يفضل تناول كل فيتامين من الفيتامينات السابق ذكرها على حدا. فمثلا فيتامين (سي) كما يقول، يفضل أن يعطى بعد وجبة الفطور، لأنه يمنح النشاط، ولا يفضل تناوله مساءً، كما أنه من المستحسن تناول (الدي) اليومي ( 2000 وحدة) بعد وجبة الغداء، فيما يعطى بوصفة طبية وبعد اجراء الفحوصات اللازمة بجرعات اكثر تركيزا (50 الف وحدة)، ولا يجوز تناوله اعتباطيا حيث يتسبب باضرار للكلى والكبد، في الوقت الذي قد يتسبب به تناول كميات كبيرة من الفيتامينات المختلفة، والتي قد تتعارض مع بعضها بعضا بتسمم في الجسم. اما أخصائية الميكروبيولوجيا الطبية والجزيئية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتورة سهيلة علي الشبول فتقول : من المعروف علميا أن تناول فيتامين (دي) يمكن أن يسهل امتصاص واستيعاب المواد غير العضوية مثل الكالسيوم، المغنيسيوم، النحاس، الزنك، الحديد والسيلينيوم، بيد أنه يسهل في الوقت عينه امتصاص العناصر السامة مثل الرصاص، الزرنيخ، الألومنيوم، الكوبالت والسترونشيوم، اذا ما تم تناوله بجرعات فائضة عن حاجة الجسم، مشيرة الى أن كفاية الجسم من المعادن الأساسية تساعد على مقاومة امتصاص المعادن السامة، ومن الأفضل وقتها تحقيق الحالة المعدنية الكافية بالتزامن مع فيتامين (دي). وتزيد وهي المتخصصة في العلوم الطبية وسفيره الميكروبيولوجي للجمعية الامريكية للميكروبيولوجي في الاردن، أن العديد من الأوراق العلمية أظهرت اهمية فوائد فيتامين “دي” التكميلية، وذلك لتحقيق مستويات واقية للكثير من الأمراض، لافتة أن لهذا الفيتامين تأثيرا تعديليا للاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية، كما أن نقصه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام والسرطان والسكري والتصلب المتعدد وارتفاع ضغط الدم والأمراض الالتهابية والمناعية.