
أ. عمار البوايزة
:يا شِعْرُ مَهْـلاً
أغْرَقْتَنِي يا شِعْـــرُ فِي أهْــدَابِـهَا … وَسَـلاكَ عَنِّي عِطْـرُهَا وَخِضَابُهَا
كُلُّ القَـوافِـي قَدْ شَمَمَـنَ عَبِـيرَهَا … فَتَضَوَّعَــتْ مِنْ بَــوْحِهَا أبـــوَابُهَا
وَتَجَمَّلَتْ كُلُّ الحُــرُوفِ بِإسْمِـهـا … فَمَضَىْ يُغَنِّـي بِالـــدَّلالِ حِجَــابُهَا
وَمَشَتْ تُلَــوِّنُ بِالجُمَــانِ ذَوَائِبَــاً … فَزَهَــا عَلَى حَرْفِ القَصِيِدِ شَبَابُهَا
جُنَّتْ لُغَـاتُ العِشْــقُ حَتَّى أنَّهَــا … تَمْشِي إلَيْـكِ سَهُــولُهَــا وَشِعَــابُهَـا
يا شِعْرُ مَهْـلاً ما عَهِدْتُكَ عاجِزاً … هَلْ صِرتَ بَعْـدَ جَــزَالَـةٍ تَرْتَابُهَـا
أغْرَقتَ قَلبِي بالجَـوَى وَخَذَلتَني … وَتَرَكتَنـي أشْكــو الهَـوَى وَغِيَابُهَـا
وَرَمَيتَ حَـرْفِيَ بِالسِّهَـامِ صَبَابَةً … حَتَّى سَكَنِّـيْ فِي الصِّبَــا مِحْرَابُهَـا
الشَّمْـسُ تَمْشِي إذْ تَسِيرُ وَتَخْتَفِي … إنْ لاحَ وَجْـــهٌ وَاسْتَقَـــلَّ نِقَــابُهَــا
رِئْــمٌ إذا نَظَرَتْ بِطَرْفٍ نَاعِـسٍ … وَسَقَى الشَّفَـاهَ مِن الغَـرَامِ رِضَابُهَا
مَا كُلُّ شِعْـرٍ في الغَـرَامِ يَرُوقُهَا … بَعضَ القَصِيــدِ أتَـى عَلَيْهِ لُعَـابُهَـا
كَمُلَ الجَمَالُ وَزَادَ حُسْناً وَازْدَهَا … وَالشِّعْــرُ يَحْيَــا لَوْ يَمُــرُّ سَحَــابُهَا