
د فخري النصر
كلمة ثقافة Culture هي كلمة مُشتقة من الفعل اللاتيني Colere وتعني الزراعة، وأصبحت الكلمة تُستخدم للتعبير عن زراعة الأفكار والقيم. وقد مضى بعض المُفكرين والعلماء في التفرقة بين مُصطلحي الحضارة والثقافة ,حيث أن الثقافة هي الروح الحقيقية، بينما الحضارة هي الماكنة الآلية، وقد وصف العالم الألماني “ألفرد فيبر Weber الحضارة بأنها: المجهود الإنساني للسيطرة على الطبيعة .
أما اصطلاحاً، فهناك العديدُ من التّعريفات للثّقافةِ ومنها: هي مجموعةٌ من العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها أفرادُ المُجتمع، ،وتُعرفُ أيضاً بأنّها المعارف والمعاني التي تفهمها جماعةٌ من النّاس، وتربطُ بينهم من خلال وجود نُظُمٍ مًشتركة، وتُساهمُ في المُحافظةِ على الأُسسِ الصّحيحة للقواعد الثقافيّة.
وتعرف الثقافة أيضاً على أنها وسيلةٌ تعملُ على الجمعِ بين الأفراد عن طريق مجموعةٍ من العوامل السياسيّة والاجتماعيّة، والفكريّة، والمعرفيّة، وغيرها من العوامل الأخرى.
التنوع الثقافي : هو وجود العديد من الثقافات في مؤسسة مُعينة أو في مُجتمع أو في العالم، وهو عبارة عن مجموعة من الثقافات المُختلفة والمُتنوعة، وقد تُشير إلى وجود العديد من الثقافات المُتنوعة والتي تحترم بعضها البعض حيث يتم استخدام هذا المُصطلح في الكثير من الأحيان في الثقافات المُجتمعية. وتختلف الثقافة بشكل تام في الكثير من المُجتمعات مثل التقاليد واللباس واللغة، ويوجد العديد من الاختلافات بين المُجتمعات في طريقة تنظيم أنفسهم، وتصورهم للأخلاق بالإضافة إلى طريقة تفاعلها مع البيئة.
مظاهر التنوع الثقافي
1- اللغة: حيث تميّزت الحضارات والأمم بلغاتها الخاصة على مرّ العصور والأزمان، وهي تُعتبر الركن الأساس الذي تقوم عليه الثقافة، كما أنها تُعد أحد مظاهر الاختلاف بين الحضارات والأمم، حيث نجد كل أمّة تفتخر وتتباهى بمزايا لغتها بالإضافة إلى أنها تحرص على تعليمها للجميع بشكل دائم، فهي البوابة التي تستخدم للتعرف على جميع الحضارات، والتمازج بين الشعوب في كافة أنحاء الأرض.
2- الدين : يعتبر الدين من أهم مظاهر التنوع الثقافي , ووجود عدة انواع من الديانات السماوية دليل على تعدد الثقافة , ويعتبر الدين الاسلامي هو الدين الحنيف الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وهو خاتم الديانات السماوية للناس كافة صالح لجميع الناس في كل الاوقات وكل الاماكن , ومع ذلك لا يعارض الدين الاسلامي الديانات الاخرى , بل يحترمها ويقدرها قال تعالى : لكم دينكم ولي دين , وتعدد الديانات والطوائف والمذاهب في المجتمعات يدل على ثقافة المجتمع , وتحضره .
3- العادات والتقاليد فتعُتبر على رأس الاختلاف الثقافي والحضاري بين الأمم، حيث تحرص الأمم على توريث جميع عاداتها وتقاليدها للأجيال التالية من أجل الحفاظ عليها ومن أجل أن تُميزها عن غيرها من الشعوب والأمم.
وتشكل الاختلافات القائمة بين المُجتمعات البشرية في الأنماط والقيم الثقافية السائدة فيها والماثلة في داخلها ظواهر ثقافية تعترف بقدرة الإنسان على الإبداع والابتكار وتبادلها بين أصناف الفكر البشري وهواجسه، وهذا التنوع يُثري تواجد الإنسان من خلال نسج هذا التراث المُشترك للإنسانية في الحاضر والمُستقبل.
انتهى المقال