هل تقدم الحكومة استقالتها؟
فشل حكومي ذريع، واخفاق تام، سمتان واضحتان نخرتا سياسة عمل حكومة الدكتور بشر الخصاونة، وظهرت خلال الحادثة الاخيرة المتعلقة بانقطاع التيار الكهربائي في الاردن يوم الجمعة الماضية، لتفضح حجم الترهل في اتخاذ القرارات وعدم وجود استراتيجيات وحلول على المدى الطويل لدى الحكومة في كافة المجالات.
ساعات طويلة عاشها الاردنيون في كافة محافظات المملكة، دون كهرباء، ما تسبب في تعطل ضخ المياه واحداث خللاً في شبكات الانترنت، ناهيك عن حالة الهلع والتوتر، التي نتجت جراء غياب المعلومة الحقيقية وراء انقطاع الكهرباء، وكثرة الشائعات في الشارع الاردني، وسط صمت الحكومة التي تتغنى بالمكاشفة ووضع المواطن بصورة ما حدث، والعكس تماماً.
بالعودة لتسلسل الاحداث أعلنت حكومة الخصاونة عن نيتها لعقد ايجاز صحفي عقب الحادثة، فظن الاردنيون لوهلة بأنها ستقدم إجابات واضحة عن الأسباب، خاصة ان الايجاز جمع 4 وزراء ومدير عام الشركة الوطنية للكهرباء، الا ان ما زاد من صدمة الاردنيين في ذلك الوقت، عدم وجود اية اجابات شافية حول الأسباب الحقيقية التي أدت الى وقوع الكارثة.
ما جاء في حديث وزير الداخلية مازن الفراية ووزيرة الطاقة هالة زواتي، يحتاج الى التوقف عندهما طويلاً، خاصة بعد ان دار محور حديثهما عن الانجازات التي قامت بها كوادر الوزارتين خلال تعاملها مع انقطاع الكهرباء، واصفينها بالحرفية والسرعة العالية، فسؤال الذي يطرح نفسه “فهل حقاً تعتبر الحكومة ما عملت عليها “انجازاً”؟ بعد ان دام انقطاع التيار لاكثر من 5 ساعات عن المملكة بالكامل؟!! علماً ان وزير الدولة لشؤون الاعلام صخر دودين، لم يكن خارج “دائرة الاستعراض”، الذي كان يمهد لنا تلك الصدمة قبل السماح لباقي الوزراء بالحديث، والقراءة عن ورقة ربما كتب كلماتها شخص واحد نظراً لتطابقها.
ذلك الايجاز اقل ما يمكن وصفه بـ”بالاستعراض الخجول” ولم يلبي مطالب الاردنيين الذين يقعون رهينة تدفق اشاعات بين الفينة والاخرى، فالرواية الحكومية بان هناك خلل فني طارئ على خط الربط الاردني- المصري ادى الى انقطاع الكهرباء، لم يمض عليه الا ساعات قليلة لتخرج وزارة الكهرباء المصرية وتنسف تلك الرواية مؤكدة عدم وجود اية اعطال من الجانب المصري، لتبدأ هنا حالة التخبط وتناقض التصريحات بين المسؤولين، خاصة وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي وهي غنية عن التعريف في تصريحاتها المثيرة للجدل دوماً ، وتصريحات مدير عام شركة الكهرباء الوطنية، اللذين يواصلان الادلاء بعدة تصريحات مبهمة ومتناقضة وغير واقعية، حيث اعلن الاخير بان العوامل الطبيعة ربما تكون سببا في انقطاع التيار، وربما تكون بفعل الطيور! وحتى الان لا يعلم احد بالسبب الحقيق وراء انقطاع التيار الكهربائي.
وزير الدولة للشؤون القانونية محمود الخرابشة، اعلن أن مجلس الوزراء سيتحمل المسؤولية الأدبية في حال ثبوت وجود قصور أو اهمال أو تقاعس أو عدم أداء للواجب، فالسؤال الذي يطرح نفسه الا تعلم الحكومة بان تحمل المسؤولية الادبية تعني تقديم الاستقالة؟! فهل ستفعلها الحكومة؟!.
