انجاز-في عالمٍ يتبدّل فيه ذوق الموضة بسرعة الضوء، يظلّ ناجي نصر الله علامة ثابتة في مشهد التصميم، يحمل بصمته الخاصة ويوقّعها برهافة الحلم ونعومة الإبداع. ليس مجرّد مصمّم أزياء، بل فنان ينسج الحكايات بخيوط من ضوء، ليجعل من كل قطعة توقيعًا أنثويًا يعكس شخصية المرأة ويحتفي بجمالها الداخلي قبل الخارجي.
منذ انطلاقته الأولى، اختار ناجي أن يسلك طريقه المختلف. لم ينجرف خلف الصيحات العابرة، بل رسم لنفسه أسلوبًا متفرّدًا يجمع بين الحداثة والحنين، وبين جرأة الغرب ودفء الشرق. في كل تصميم، يحضر الإبداع ممزوجًا بالإتقان، لتولد منه لوحة تحاكي المشاعر وتُخاطب الذوق الرفيع.
يتعامل ناجي مع القماش كما يتعامل الشاعر مع قصيدته؛ يختار المفردات بعناية، ويمنح كل تفصيل حقّه من التأمل. تطريزاته ليست مجرد زينة، بل لغة جمالية تعبّر عن أنوثة راقية، وألوانه تُشبه الهمس على بشرة الوقت. فكل فستان من فساتينه يبدو كأنه قصيدة تُروى على جسدٍ يتحرك بثقة وجمال.
وفي كل موسم، تتألق مجموعاته كرحلةٍ في عالمٍ من الخيال، من الأقمشة الفاخرة إلى الألوان التي تجمع بين الرقة والقوة، وصولًا إلى القصّات التي تُبرز ملامح الجمال الأنثوي بلا مبالغة. فالأناقة عنده ليست صخبًا بصريًا، بل هدوءٌ فنيّ يقول الكثير بصوتٍ خافت.
ولا يمكن الحديث عن ناجي نصر الله دون التوقّف عند بوتيكه “Image”، الذي يُجسّد فلسفته في الأناقة. هو ليس مجرّد متجر للأزياء، بل مساحة تُشبه المرآة التي تعكس صورة المرأة كما يراها هو: أنيقة، صادقة، ومتفردة. كل تصميم في “Image” هو وعدٌ بالجمال، ولمسة تُعيد للمرأة ثقتها وسحر حضورها.
ورغم كل هذا البريق، يبقى ناجي نصر الله إنسانًا متواضعًا، يؤمن بأن الإبداع الحقيقي لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى صدق في العمل وحبٍّ لما يُقدَّم. لذلك، تظل تصاميمه تتحدث عنه أكثر مما يتحدث هو عن نفسه، وتبقى بصمته اللبنانية علامة مضيئة في ذاكرة الموضة العربية والعالمية.
ناجي نصر الله… مبدع لا يرسم الأزياء فحسب، بل يرسم الحلم نفسه بخطوط ناعمة، ويمنحه للمرأة لتعيش فيه أناقتها كما لو كانت تمشي داخل قصيدة من قماش.
الإعلامية مايا إبراهيم












