انجاز-استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس، المطرب العراقي الكبير الدكتور حسين الأعظمي، في أمسية ثقافية طربية مميزة بعنوان “ليلة المقام العراقي”.
وقدم الأعظمي في الأمسية التي أدارها الكاتب نزار الحمود، وحضرها نخبة من المثقفين ومتذوقي الفن الراقي، باقة من المقامات العراقية لجمهور المنتدى، برفقة عازف الناي المرموق سعيد البغدادي، مثلما استعرض المقام العراقي؛ شكلا واصطلاحا وتاريخا.
وتحدث الأعظمي عن تطور المقامات الموسيقية العراقية، موضحا أن المقام العراقي، هو لون من ألوان الغناء السائدة في العراق، تمتد جذوره إلى سنوات موغلة في القدم، لتصل إلى الدولة العباسية، وبالتالي انتقل شفاها عبر قرّاء المقام إلى الأجيال اللاحقة وصولا إلى الوقت الحاضر.
وأضاف أن المقام العراقي ظل في حالة تطور دائم خلال الحقب الزمنية المختلفة، خصوصا أن العراقيين أدخلوا إليه الكثير من الإضافات من بعض الشعوب الشرقية خلال العصور المختلفة.
ونوه بأن المقام نوع من الغناء الكلاسيكي يتألف من مقاطع عدة لا تقبل الزيادة أو النقصان، ولقراءته أصول وقواعد، بالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع، وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة.
وقال إن من أهم المقامات الرئيسة: الرست، النهاوند، الحجاز، البيات، السيكاه، الصبا، العجم، والكرد، موضحا أن المقام العراقي يتكون من خمسة عناصر أساسية يعتمد عليها كل مقام على انفراد في بنائه اللحني والموسيقي.
والأعظمي، مطرب وكاتب عراقي، يلقب بسفير المقام العراقي، من مواليد حي الأعظمية في بغداد، وقد صقل موهبته الغنائية من خلال البيئة التي عاش فيها، فقد كان طالباً في معهد الدراسات الموسيقية، وتتلمذ على يد قراء مقام من أمثال الدكتور طارق حسون فريد وشعوبي إبراهيم.
تخرج من معهد الدراسات الموسيقية في دورته الرابعة، بعدها انضم إلى فرقة التراث الموسيقي العراقي الفرقة التي أسسها الفنان العراقي منير بشير. ودرس المقام العراقي في معهد الدراسات الموسيقية، وحصل في العام 2015 على شهادة الدكتوراه من الجامعة الأميركية. كما فاز الأعظمي بجائزة روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية التي أقامتها منظمة اليونسكو، وأعلنت نتيجتها في باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003.
