بقلم الأستاذة سمر الجبرة
إنجاز-في التاسع من حزيران من كل عام تكتسي المملكة الأردنية الهاشمية بحلة الفخر والوفاء ويقف أبناؤها وقفة عز وشموخ وولاء في ذكرى الجلوس الملكي، ذلك اليوم الذي تسلم فيه جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وحمل الأمانة من الراحل ، ملك القلوب المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال، ليكتب فصلا جديداً في حكاية المجد الأردني.
منذ أن تسلم جلالته الراية حمل هم الوطن على كتفيه وسار في طريق التحديث والتطوير وعمل جاهداً لتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه في ظل التحديات والأزمات النابعة من وجود الأردن في منطقة ملتهبة بالأحداث والمعيقات.
أطلق الملك عبدالله الثاني مسيرة بناء مستمرة فتحسن أداء المؤسسات وأصبح الجميع شريكاً في خطة التحديث فحضر دور الشباب والمرأة ولم تعد المناصب ولا الوظائف حكراً على فئة دون أخرى.
مسيرة التحديث التي سعى جلالته لتحقيقها منذ ست وعشرين عام لم تقتصر على قطاع دون آخر! بل شهدنا جميعاً تعديلات دستورية جوهرية عمقت أهمية الديمقراطية ودورها في بناء المجتمعات فكانت منظومة التحديث سياسية واقتصادية وإدارية بمثابة خارطة طريق للحاضر والمستقبل.
و كعادة الهاشميين لم يقتصر دور جلالته على الداخل ؛ بل كان صوت الأردن حاضراً و مؤثراً إقليمياً و دولياً ، ففي أكثر زياراته الدولية حمل جلالته على عاتقه مسؤولية القضية الفلسطينية و أكد على ثوابت الأمة في المحافل الكبرى، فقد كان الهاشميون وما زالو صوت الضمير العربي الحي الذي يسعى جاهداً لتحقيق السلم والحفاظ على الأمن.
وفي هذا اليوم من كل عام نحن لا نحتفي فقط بذكرى جلوس ملك على عرش ، بل نحتفي برحلة الثبات والعطاء والرؤية المستقبلية العميقة التي لا تعرف التراجع مهما كانت التحديات ، فطالما اتخذ الأردني من التحديات جسراً للعبور.
هذا اليوم ليس مجرد تاريخ ، بل ذاكرة وطن وقصة حاكم يسير بوطنه نحو العلا بإرادته الرشيدة وبعزم أبناء الوطن ، هذا اليوم هو يوم الوفاء وتجديد البيعة للقيادة الحكيمة التي جعلت من الأردن بلدا آمنا يتباهى بالأمجاد ويتغنى أبناؤه معه وبه إنا ماضون، ثابتون وعلى العهد باقون.