إنجاز – فلاح القيسي يكتب
في الآونة الأخيرة برزت على الساحة محاولات لتأطير مجموعات وأشخاص تحت عناوين مختلفة، مثل مصلحة البلد، المواطنة، إصلاح ذات البين، وغيرها من الشعارات التي قد تبدو للوهلة الأولى جاذبة وتحمل معاني وطنية نبيلة. غير أن المتابع للشأن العام يكتشف سريعا أن هذه المبادرات بقيت حبيسة التنظير، ولم تقدم على أرض الواقع إنجازات ملموسة يمكن أن يلمسها المواطن أو يشعر بثمارها.
الأخطر من ذلك أن بعض هذه المحاولات قد توظَّف لإبراز أدوار شخصية أو لتحقيق مكاسب ضيقة، بعيدا عن المصلحة الوطنية العليا التي يتغنون بها. وهنا يغيب عن أصحابها أن الأردن دولة مؤسسات وقانون، وأن قوة الدولة تكمن في عدالة أنظمتها، حيث يستطيع الفرد أن يحصل على حقه عبر الأطر الرسمية دون الحاجة إلى “الفزعة” أو الاصطفافات الشكلية.
إن الإصلاح الحقيقي لا يحتاج إلى لافتات براقة ولا إلى تجمعات ظرفية، بل إلى عمل صادق يترجم شعارات المواطنة إلى ممارسة يومية، ويعزز الثقة بالمؤسسات، ويرسخ سيادة القانون باعتباره المرجعية الوحيدة لحماية الحقوق وصون الكرامة. ولعل ذلك اصبح عدوى مما قامت عليه العديد من الاحزاب التي تطلق على نفسها احزاب وطنيه وهي في الواقع حزب الشخص الواحد والتي لم نلمس لها اثرا على ارض الواقع والتي تشكلت اصلا لغايات انتخابيه.