محمد حسن التل يكتب :
في زمن الإلتباس السياسي، يطفو على السطح من يرتدون عباءة الوطنية حسب المقام والظرف، ويستعيرون صوت الضمير كلما سنحت لهم فرصة الصعود على أكتاف الأزمات ، فجأة ينصبون أنفسهم أوصياء على الوطن، يتحدثون باسمه، ويخوّنون من يشاؤون، وكأن الأردن والأردنيون أيتام ينتظرون رأفتهم، أو قاصرون يحتاجون إلى هداية من أحد..
في زمن ربيع العرب الأسود كان هؤلاء يكتبون ويصرخون على طريق تحريض الناس وظنهم الآثم أن البلاد ستهتز وأن الأردنيين سيسمحون للنار أن تجتاح حدودهم وأنهم سيديرون ظهرهم لدولتهم..طامعين بموطىء قدم وسط الخراب!!
وبعد أن أنجى الله تعالى الأردن والأردنيين وعبروا المنعطف الخطر ولاذت الضباع إلى أوكارها،
أطل هؤلاء علينا بجلد ملس وخطاب ظاهره وفاء مزيف وباطنه انتهازية رخيصة بعد أن كانوا من أكثر المتربصين “جرأة” بل وقاحة في التجريح والطعن، حتى أصبحوا أدوات لزعزعة الثقة بالدولة ومؤسساتها !!
لا عيب على أحد أن يغير قناعاته إذا جاءت وليدة التجربة والمراجعة الفكرية الصادقة، ويحترم من طور فكره وأعاد تموضعه بناءً على المصلحة الوطنية العليا وليس إعادة تموضع بناء على المصالح الرخيصة والدخول من الأبواب الضيقة..
بعضهم ظل يكتب ويصرخ من أجل ما سموه “بالتغيير” ويُزبد ويرعد في وجه الدولة وتبنى طروحات أقرب ما تكون مناداة من أجل الهدم، وللأسف وجد هؤلاء بعد أن لبسوا ثياب الوطنية الزائفة من يحتضنهم ويسمع لهم ويدعمهم بعد أن صدق إدعاءاتهم المزورة وتركوا ينظرون على الأردنيين تحت عناوين حق يراد بها باطل مثل القضية الأردنية والهوية الوطنية والدولة الأردنية ويخونون الناس ويطعنون بولائهم لدولتهم ويصنفوهم حسب مقاييسهم المريضة ويعبثون بالوحدة الوطنية دون رادع .. وهم أنفسهم عندما تحتاجهم الدولة بموقف صغر أم كبر يختبئون أو حتى يتمردون!!
هؤلاء لا يخدعون الأردنيين وإن استطاعوا خداع القليل من أصحاب المسؤولية ..فالأردنيون سيظلون قادرين على التمييز بين الغث والسمين وبين من يغير جلده حسب المصلحة
وبين الأصيل القابض على وطنيته وفاء وتضحية..
إن أصحاب الأصوات المبحوحة اليوم يمارسون وصاية على وطنيتنا وانتمائنا لوطننا بعد أن كانوا يعملون على خلخلة هذه القواعد الراسخة في ضمائر الأردنيين.
من يتحمل مسؤولية ظهور هؤلاء وما يقومون به من عبث من خلال المنابر التي وفرت لهم البعض الذي انبهر بزيفهم وبهلوانيتهم.
الغثاء مهما طفى على سطح ماء النهر لا بد أن يذيبه تدفق الماء الصافي والنظيف وأصحابنا هولاء أيضا سيأتي يوم يسقطون في مستنقع كذبهم ..فهل يعي كل من يصدقهم؟