بقلم الأستاذة سمر الجبرة
في ظل مجتمع دولي أصبح يتعايش مع الصراعاتوالنزاعات وتفاقم الأزمات دون ضوابط، وقف جلالةالملك عبدالله الثاني بن الحسين كعادته ثابتاً ومناصرا للحق معبراً عن وحدة الموقفين الشعبيوالرسمي الأردنيين معا.
جاء خطاب جلالته حازماً وواضحا وضع النقاط علىالحروف فيما يشهده العالم من أحداث ارتكزت كماذكر جلالته على فقدان البوصلة الأخلاقية في عالماعتاد التعايش مع المجازر حتى باتت أحداثا عابرةلا تحرك ساكنا ولا تؤثر في المشاعر!
وقد سبق وحذر جلالته في نفس الموقف وأمام ذاتالحضور من تداعيات استمرار النزاعات سواء علىالمستوى الإقليمي أو الدولي ، وقد كان خطابه بمثابةكلمة حق صدحت في سماء تلبدت بغيوم الوحشيةوالباطل، فكيف لنا أن نعتاد المشهد ولنا في قطاعغزة إخوة يعانون الأمرين!
يعانون القتل والجوع والتهجير ، مجازر يومية ، استهداف للمدنيين ، قصف للمستشفيات والمدارسوالملاجيء
وقد وصف جلالته ما يحدث الآن بفضيحة أخلاقيةعالمية وفشل ذريع في اختبار الإنسانية
كما أكد جلالته على ضرورة استبدال المواجهاتالعسكرية بتوحيد القيم المشتركة لأنها أفضلاستراتيجية سياسية تعكس مفهوم الدولة والنظامالعالمي ؛ لأن هيمنة القوة العسكرية وتضاربالمصالح يؤدي لتدمير العالم ويزيد من الكوارث التييمتد أثرها لأركان المجتمع الدولي دون استثناء
كما أشار جلالته للوصاية الهاشمية على القدسبوصفها التزاما قانونيا وأخلاقيا ارتبط بالعهودوالاتفاقيات على مر الزمان ، كما ذكر أن ما يحدثفي فلسطين اليوم يشكل تحد دولي فإذا لم يتوقفالصراع الفلسطيني الاسرائيلي فإن القانون الدوليسيقف عاجزاً أمام أي صراع
وختاماً وبعد استعراضه جلالته للأزمات التييشهدها العالم وضرورة التدخل لوقفها وإعادةالاستقرار للمنطقة، دعا جلالته لتحقيق السلاموالتخلي عن انعدام الأخلاق في العلاقات الدولية ، خطاب لم يكن باسم الأردن والأردنيين فحسب بلباسم كل ضمير حي ينبض بالإنسانية ويرفضالوحشية، فخر لأردننا وفخر لكل من يحمل في قلبهمثقال ذرة من القيم والأخلاق والوجدان.