عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات، عن قلق الأردن من تمدد فصائل الحشد الشعبي قرب تلعفر في تجاه سورية، ما يعني “وصل إيران بلبنان عبر حزام بري”.
وكشف الفريق الركن فريحات، خلال مقابلة مع محطة “بي بي سي” بثت مساء الجمعة، عن “استمرار قنوات الاتصال العسكرية مع النظام السوري من خلال ضباط الارتباط”.
وقال إنه “منذ بداية الأزمة السورية لم نعمل ضد النظام، وعلاقتنا مع النظام ماتزال مفتوحة، إلى جانب التنسيق المستمر مع الفصائل المعارضة المسلحة، وذلك بهدف احتواء نشاط التنظيمات الإرهابية على الحدود الشمالية، وهدفنا واحد وهو محاربة الإرهاب أينما كان”.
وأكد أن “فصيل (جيش خالد بن الوليد) الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، والمتواجد بمنطقة حوض اليرموك القريبة من الحدود الأردنية، يشكل خطرا دائما ووشيكا على المملكة”، قائلا إن “التنظيم متواجد في مناطق تبعد تقريبا كيلومتر واحدا في بعض الأماكن، ويمتلك إمكانيات عسكرية من دبابات وناقلات جند مدرعة ومضادات جوية ورشاشات قد تطال مواقعنا الأمامية، لذلك نتعامل معه بكل حذر والجهود الاستخباراتية مستمرة لرصده، ونحن بالمرصاد له، وعلى وعي تام بأنه مصدر خطر دائم ووشيك”.
وأضاف أن “ما يزيد خطورة هذا التنظيم هو التعزيزات البشرية التي تصله من أماكن نفوذ تنظيم داعش في الشمال السوري، وخصوصا الرقة”.
واستبعد الفريق فريحات إعادة فتح المعابر الحدودية بين الأردن وسورية حاليا، مؤكدا أن “الإقدام على هذه الخطوة يتطلب أولا سيطرة الجيش النظامي على منطقة درعا واستعادة المعابر في نصيب، وتأمين الطريق إلى دمشق من الجيوب الإرهابية”.
وقال إن “الجيش الأردني يقوم بدور مضاعف على طول الحدود الشمالية الشرقية، نظرا لغياب الجيش النظامي عن الجهة المقابلة، وهو ما يفرض على الجانب الأردني تأمين الحدود من الجهتين”.
وأشار الفريق فريحات إلى أن “النظام السوري أمامه عدة خيارات بعد السيطرة على حلب، أولها أن يتقدم نحو إدلب وهو أمر أقل احتمالية، نظرا لكبر حجم المدينة ووجود أعداد كبيرة من المعارضة هناك، أما الخيار الثاني فهو التوجه نحو المناطق الشرقية، وهو أمر يتطلب التنسيق مع التحالف الدولي، أما الخيار الأكثر احتمالا فهو التوجه نحو المناطق الجنوبية، من خلال السيطرة على وادي بردى، التي يعمل عليها الجيش السوري الآن، ثم الغوطة الشرقية، ومن ثم السيطرة على درعا”.
وأكد الفريق فريحات “تدريب بعض الفصائل السورية المعارضة خاصة “جيش العشائر” المتواجد في المناطق الجنوبية لسورية، وذلك بهدف محاربة تنظيم داعش في أماكن تواجدهم”، نافيا أن يكون الهدف من تدريبهم هو “محاربة القوات النظامية السورية”.
وتوقع الفريق فريحات أن تشهد نهاية العام 2017 اللحظات الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي، قائلا “إن المؤشرات تكشف أن هناك تقدما ملموسا ضد التنظيم في العراق وسورية، حيث يحاصر التنظيم حاليا في الموصل التي تعد آخر معاقله في العراق، كما خسر مساحات واسعة من مناطق نفوذه، إلى جانب فقدانه لربع قواه البشرية ونصف قياداته”.
وقدّر فريحات أعداد الأردنيين المقاتلين في سورية بنحو 300 شخص مع تنظيم “داعش” و”فتح الشام”، مشيراً إلى أن عدداً ضئيلاً منهم يقاتلون في لدى التنظيمات الإرهابية في العراق.
واعتبر أن الخطر المتوقع فيما يتعلق بإرسال مقاتلين لتنفيذ عمليات في المملكة هو مخيما الركبان والحدلات، مبيناً أن في المخيمين ما يقارب 100 ألف شخص ومعظمهم أتوا من مناطق كان يسيطر عليها “داعش”، ويمكن أن يكون بين أولئك خلايا نائمة يمكن أن يستخدمها التنظيم كقاعدة انطلاق لتنفيذ هجمات على قوات حرس الحدود على الواجهة الأردنية.
