علي محمد الخطيب… فكر يضيء درب الإنسان
إنجاز – في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات وتضيع البوصلة بين الغايات، يطلّ الكاتب علي محمد الخطيب، ابن حصروت – الشوف، إقليم الخروب، بقلمٍ يجمع بين الإيمان والعقل، وبين التأمل العميق واللغة الراقية. يكتب ليوقظ الوعي في القارئ، ويجعل من الكلمة رسالة محبة وتفكّر، لا مجرد حبر على ورق.
من يقرأ كتبه يدرك أنّه صاحب مشروع فكري وإنساني متكامل؛ فهو لا يكتفي بالتفسير أو العرض، بل يقدّم رؤيةً شاملة تدعو إلى توازن الروح والعقل، وإلى إعادة اكتشاف جوهر الدين كمنهجٍ للحياة، لا كقيدٍ أو شعار.
فبعد مؤلَّفه نور على نور الذي صدر عام 2022 ونال تقدير القرّاء، قدّم الخطيب عمله الجديد الصراط المستقيم، وهو دعوة صادقة إلى السير نحو الهداية بمعناها الإنساني الواسع، وإلى فهمٍ متكاملٍ للإسلام باعتباره عقيدة تشمل الفكر والسياسة والفن والعلم والأخلاق والإيمان، وتنفتح على الإنسان في كل زمان ومكان.
وليس غريبًا أن يجد كثيرون في كلماته سكينةً تلامس قلوبهم، وتحثّهم على إعادة النظر في تفاصيل حياتهم اليومية، كما لو أنّ كلماته مرآة تذكّرهم بالجوهر الإنساني فيهم.
وفي صفحات كتبه، تنبض روحه بوعيٍ عميقٍ لمسؤولية المثقّف في هذا العصر، فيكتب عن الأخوّة الإنسانية التي دعا إليها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب، مؤمنًا بأنّ الحوار بين الأديان هو السبيل إلى التعاون والسلام، وأنّ الإيمان الحقيقي لا يُفرّق بين مؤمنٍ وغير مؤمن، بل يجمعهما على أرض الرحمة والعدالة.
ولعلّ ما يميّز علي محمد الخطيب هو قدرته على الربط بين الفكر والواقع؛ فهو لا يكتب من برجٍ عالٍ، بل من وجدانٍ نابضٍ بالحياة. وفي مقدمته الأخيرة، لم يغفل عن جراح فلسطين، فكتب بصدقٍ موجع:
“لو كان المسيح بيننا اليوم، أكان يرضى بما يجري من المجازر؟”
سؤال اختصر رؤيته: الدين ليس مبرّرًا للعنف، بل نداء للضمير.
هكذا يبدو علي محمد الخطيب في كل سطرٍ من سطوره:
صوتًا يؤمن بأنّ النور لا ينطفئ ما دام في القلب إيمان، وفي الفكر صدق، وفي القلم رسالة.
علي محمد الخطيب… من حصروت إلى الفكر العربي، يحمل في قلبه سلام الإيمان، وفي قلمه ضوء “الصراط المستقيم”.
الإعلامية مايا إبراهيم












