عرض دراسة ارتباط العنف المبني على النوع الاجتماعي بالتطرف
انجاز… ابتسام فريحات – الاء ابو هليل – ناديا العنانزة – موزه فريحات
عقدت جمعية النساء العربيات بالتعاون مع منظمة آكتد الفرنسية امس مؤتمرا لعرض نتائج دراسة حول الارتباط العضوي بين العنف المبني على النوع الاجتماعي والتطرف، وذلك في اختتام حملة «16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة» والاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وقالت رئيسة جمعية النساء العربيات رندا قسوس، ان التحديات تفرض نفسها على النساء العربيات وعلى نساء بلادنا اللواتي يعشن ظروفا صعبة في مواجهة التطرف والعنف. وإلى جانب الظروف السياسية القاتمة في دول الجوار، تجمعت سحب سوداء بسبب ازدياد الأصولية والشعبوية في العالم بأسره والتي من أبرز مظاهرها التخلي عن الدعوة لحقوق الإنسان ولحقوق النساء المتساوية.
واضافت انها لحظات صعبة أمام الناشطات في سبيل المساواة والقضاء على التمييز ضد النساء حين يضاف إلى ذلك مظاهر جديدة من التغيير الثقافي المقترن بالتطرف والذي يفاقم التحديات أمام النساء اللواتي يطالبن بالعيش وفق العدالة المبنية على منظور الاعتراف بحقوقهن ومكانتهن الاجتماعية.
بدوره قال المنسق الاقليمي لمنظمة اكتد سيريل دوبري ان المنظمة تقدم خدماتها في 12 دولة بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لافتا الى تواجدها في الاردن من خلال برنامجين حول تحفيز الشباب والنساء للانخراط في سوق العمل والاخر حول مخيمات اللجوء.
واضاف ان المنظمة تعمل بكل حيادية لخلق نوع من التغيير الايجابي لافتا الى ضرورة ايجاد دراسات متخصصة للوقوف على اسباب تغيير اتجاهات الشباب والنساء واستمالتهن نحو التطرف لا سيما البحث في الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داعيا الى ضرورة تضافر الجهود للحيلولة دون انتشار التطرف والعنف المبني على انوع الاجتماعي.
من جانبه قال ممثل سفير الاتحاد الاوروبي جون ارت ان الاتحاد يعمل جاهدا لمحاربة ظواهر العنف المبني على النوع والتطرف لافتا الى ان هذه الظواهر الجديدة على المجتمعات لم تستثني دولة ، فهي ظواهر لا تعرف الحدود وان على الجميع التعاون لمواجهة اخطارها على الدول والشعوب.
واستعرض بعض المشاريع التي يدعمها الاتحاد الاوروبي بهذا الصدد في عدد من الدول لافتا الى اهمية البرامج التعليمية التي ينفذها الاتحاد للحيلولة دون انتشار العنف المجتمعي والافكار المتطرفة.
وعرضت كل من مديرة مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية الدكتورة عبير دبابنة ومديرة مركز المعلومات والدراسات التابع لمؤسسة الملك الحسين الدكتورة عايدة السعيد اهداف الدراسة واهم النتائج والتوصيات للبناء عليها في مواجهة تلك الظواهر.
وكشفت الدراسة ،التي اعلنت بحضور ممثلين وممثلات عن منظمات المجتمع المدني المحلية والعالمية ومعاهد الدراسات، الدور الهام الذي تلعبه النساء في منع العنف ليس بصفتهن أمهات فقط ولكن بصفتهن نساء عاملات وقائدات وناشطات في المجتمع المدني وعناصر فاعلة تؤمن وتعمل من أجل التغيير الايجابي.
واصدر النساء المشاركات في المؤتمر الوطني الذي عقد ضمن مشروع مدعوم من الاتحاد الأوروبي تحت عنوان «تحديات العنف المبني على النوع الاجتماعي والتطرف: دور النساء في قيادة التحرك ضد التطرف وبناء السلام» بيانا ختاميا اعربن فيه عن حزنهن على ما آلت اليه الحال تجاه حقوق النساء وصون كرامتهن والحفاظ على انسانيتهن في ظل صمت المسؤولين وقادة الفكر والقيادات المجتمعية عن كل ما ارتكب من فظائع وفي ظل السماح بالتراجع عن المفاهيم التنويرية والقيم الانسانية التي كانت تسود مجتمعاتنا.
واكدن مواصلة التحدي ضد العنف والتطرف بتوحيد أصوات النساء من أجل ضمان استمرار التعليم للفتيات ضمن مناهج تعتمد نشر التفكير النقدي وسبل التنوير وضمان استمرار فتح مجالات العمل أمام النساء للمساهمة بالتنمية وتقدم المجتمعات المحلية وضمان استمرار المشاركة المجتمعية القائمة على الاعتراف بحقوق النساء المتساوية.