عجلون: الدواوين والمضافات العشائرية تجسيد للتلاحم المجتمعي وتعزيز للهوية الوطنية
انجاز-ناديه العنانزه
– استقبل أبناء محافظة عجلون، عيد الأضحى المبارك بالفرحة والبهجة وتبادل التهاني والتصافح والتسامح باعتبار أيام العيد فرصة عظيمة، لتطهير القلوب من البغضاء والأحقاد والإقبال على الآخرين، بمحبة وود للوصول إلى المجتمع المترابط المتحاب.
وتشكل الدواوين والمضافات العشائرية في المحافظة، نقطة التقاء خلال العيد لتبادل التهاني وتعزيز التواصل الاجتماعي. كما لعبت، عبر التاريخ، أدوارا وطنية رئيسية، وأصبحت مؤسسة مجتمع مدني تنطلق منها مبادرات التكافل الاجتماعي والنشاط الخيري والتطوعي.
وقال رئيس جامعة عجلون الوطنية الدكتور فراس الهناندة، إن هذه الدواوين تتحول إلى مقار اجتماعية نشطة يتبادل فيها الأهالي التهاني ويتناقلون القصص والحكايات، وسط تقديم القهوة العربية والتمر في مشهد يجسد أصالة الهوية العشائرية، وتلاحم أفراد المجتمع، كما تسهم في إبراز الهوية الثقافية لعجلون.
وأكد رئيس بلدية كفرنجه الجديدة المحامي الدكتور فوزات فريحات، أن استقبال التهاني في الدواوين أصبح نموذجاً يُحتذى به في تعزيز العلاقات بين أبناء المجتمع وهي جزء من موروث يعبر عن التكافل.
وأشارت عضو الشبكة التنسيقية العربية لمبادرة البيئة تجمعنا المهندسة ابتهال الصمادي، إلى أنه مع تطور المجتمع أصبحت اليوم الدواوين ملتقيات ثقافية واجتماعية تعزز العلاقات بين أبناء العشائر ولم تعد تقتصر على تبادل التهاني فقط، بل أصبحت مركزا للحوار والنقاش بشأن مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية.
وأشار عضو لجنة تنسيق العمل التطوعي حسين المومني، إلى أن المضافات والدواوين العشائرية تمثل موروثا تاريخيا وأخلاقيا واجتماعيا مهما في مجتمعنا، حيث تنتشر في جميع أرجاء المحافظات الأردنية ومنها محافظة عجلون التي يمتد تاريخ بعض المضافات فيها إلى مئات السنين، فأصبحت المضافة مؤسسة مجتمع مدني تنطلق منها مبادرات التكافل الاجتماعي والنشاط الخيري والتطوعي.
وقال الرائد المتقاعد عبدالرحمن العسولي، إن مخرجات مضافات العشائر الأردنية كانت قرارات تصب في مصلحة الوطن والالتفاف حول القيادة الهاشمية، ونهجا سياسيا عروبيا منسجما مع قضايا الأمة وتحدياتها، حيث قدمت المضافات على مدى التاريخ رجالات أكفياء يمتلكون الثقافة السياسية الواعية، فكانوا السند الحقيقي للقيادة الهاشمية الحكيمة، وكانت المضافات دائما ما تضع قضايا الأمة وهموم وأمن واستقرار الوطن فوق كل الاعتبارات.