بقلم: د. بسمة عزبي فريحات
مع بداية كل عام دراسي جديد، تتجدد في قلوبنا مشاعر الأمل والطموح، غير أن نجاح العام لا يقاس بمجرد فتح أبواب المدارس وجلوس الطلبة في مقاعدهم، بل يبدأ من الاستعداد الحقيقي، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، تُشعر الطالب بالطمأنينة، وتمنح المعلم القدرة على العطاء والإبداع.
الاستعداد للعام الدراسي ليس عملاً شكليًا، بل عملية متكاملة تبدأ بصيانة الأبنية وتجهيز المرافق وتوفير المستلزمات، وتمتد إلى الإعداد النفسي للطلبة والمعلمين معًا، عبر نشر التفاؤل وتعزيز الانضباط، ليكون الدخول إلى المدرسة بداية رحلة تعلم مميزة وليست مجرد التزام يومي.
كما أن البيئة الآمنة تعد حجر الزاوية في أي عملية تعليمية ناجحة؛ فهي تعني بيئة صحية ونظيفة، ومرافق مدرسية سليمة، لكنها في الوقت نفسه بيئة تحمي الطلاب نفسيًا من مظاهر التنمر، وتمنحهم مساحات للتعبير والإبداع، وتوازن بين التكنولوجيا الحديثة والتفاعل الإنساني المباشر.
ولأن التعليم مسؤولية جماعية، فإن تضافر الجهود شرط أساسي للنجاح؛ من وزارة التربية والتعليم في رسم السياسات وتوفير الدعم، ومن الإدارات المدرسية في حسن التنظيم، ومن المعلمين في بث روح الانضباط والإيجابية داخل الصفوف، ومن أولياء الأمور في المتابعة والتواصل، وصولًا إلى المجتمع المحلي الذي يشكل شريكًا داعمًا للمبادرات وصيانة المرافق.
ختامًا، فإن العام الدراسي الجديد فرصة حقيقية لنؤكد أن التعليم مشروع وطني وشراكة جامعة، وأن الاستعداد الجيد والبيئة المدرسية الآمنة هما الطريق الأضمن لبناء جيل واعٍ، مبدع، وقادر على صناعة مستقبل أفضل لوطنه.