إنجاز_ مايا ابراهيم
حين غنّت طروب أغنية “يا ستّي يا ختيارة” عام 1974، لم تكن تدرك أنّها ستصنع واحدة من أكثر الأغنيات العربية حضورًا في الذاكرة. الأغنية ببساطتها ومرحها التصقت بالناس، لكن السرّ الحقيقي في نجاحها كان في صوت طروب الآسر وحضورها الاستثنائي على المسرح والشاشة. فقد منحتها روحها ودفئها، وجعلتها أكثر من مجرد لحن؛ جعلتها أيقونة غنائية تتوارثها الأجيال.
والأغنية التي أعاد صياغتها فنيًا الفنان محمد جمال بتوزيع مميّز وإعداد عربي ذكي، غنّتها طروب بحبّ، دون أن تتخيّل يومًا أنّها ستصبح جواز سفر إلى العالمية. اليوم، وبعد مرور عقود، تعترف طروب أنّ هذا النجاح ترك في نفسها أثرًا جميلاً، وتشعر بالفخر لأنها استطاعت أن توصل أغنية عربية بسيطة إلى العالمية.
صحيح أنّ فنّانين عالميين أدّوا الأغنية لاحقًا بلغات مختلفة، لكن معظم تلك المحاولات مرّت مرور الكرام. وحدها طروب أعطتها الروح والصدق لتبلغ الناس وتتجاوز الحدود، حتى صارت الأغنية international بالمعنى الحقيقي.
وما يزيدها فرادةً أنّها استندت أصلًا إلى لحن أجنبي، لكن بصوت طروب تحوّلت إلى عمل عربي بطابع خاص، يحمل نكهة شرقية لا تشبه أي نسخة أخرى. لم تكن استنساخًا، بل إبداعًا جديدًا نابضًا بالحياة، حتى صارت ملكًا للجمهور.
إنها ليست مجرد أغنية، بل ذاكرة جماعية وعلامة فارقة في مسيرة طروب، تؤكد أن الفن حين يُقدَّم بصدق يظل خالدًا، وأن طروب كانت وما زالت القلب الذي أعطى “يا ستّي يا ختيارة” نكهة لا تتكرّر وأسطورة لا تموت.
الإعلامية مايا إبراهيم