بقلم محمد داودية
بسقوط نظام بشار الأسد، فإن الأحقر في تاريخ الأنظمة العربية المتوحشة الإستبدادية، قد سقط.
وثبت ان الأنظمة العربية التي حكمت بالحديد والنار، يمزقها الحديد، وتلهمتها النار !!
تضرب قواتنا المسلحة أوكار الأرهاب والمخدرات في سورية تطبيقًا لقاعدة: “قتال الأشرار خارج الأسوار”، لدرء خطر الارهاب والمخدرات المنفلتة من سورية علينا وعلى شعوب الجوار العربية.
سورية، كما كان، سوف يكون، ستمر في مخاض “مرحلة القلع والزرع”، التي مرت بها الأنظمة السياسية التي تخلصت من أنظمة الاستبداد والقهر والمقابر الجماعية.
دائمًا، تضرب الشمسُ الديدانَ والحشراتِ والعقارب والأفاعي والخمج، الذي تخلفته زحزحة الصخرة الهائلة.
أزمة سورية طويلة، لأن الحكم الجديد مدعو إلى تقديم رزمة من الاستحقاقات والمتطلبات القاسية، التي تمكنه من مغادرة الماضي إلى مرحلة تطبيق مشروع الدولة المدنية.
التحديات التي تواجه الحكم الجديد في سورية كبيرة؛ وعلى رأسها استتباب الأمن الذي يعبث فيه فلول النظام القديم ومخلفات النظام الإيراني والفصائل والميليشيات المسلحة التي تنتظر تقاسم السلطة، وبقايا تنظيم داعش الكامنة في شرق سوريا، وتأثير الدول الراعية كتركيا التي تحتل آلاف الكيلومترات من شمال سورية، وتلبية تطلعات الأكراد القومية، وإشراك الطوائف السورية الثماني عشرة، إضافة إلى تحديات متطلبات التعافي وإعادة البناء، بلا دماء وانتقامات، وعودة المهجّرين وإعادة توطينهم، وإعادة بناء الجيش والشرطة والمخابرات والأحوال المدنية والإدارة العامة، ومتطلبات التنمية، ومشاريع التشغيل، وتحديث المعابر وحل المشكلات الاجتماعية والطائفية والحقوقية الكبيرة التي خلفها النظام الساقط.
وكما أرهقت جمهورية الكبتاغون وصيدنايا، شعب سورية، أرهقت بلادنا التي كان على نصف عديد جيشنا أن يحمي حدودنا الشمالية ومصالح جيراننا من نظام مارق كان يتاجر بالمخدرات رسميًا.
لقد حاول الملك عبد الله الثاني طيلة السنوات الماضية، اقناع القيادة السورية الفارة، بتقديم استحقاقات المصالحة الوطنية، وإجراء انتخابات نزيهة، والتخلص من هيمنة الملالي، ووقف تصنيع المخدرات وتهريب السلاح، دون جدوى !!
ستتم معالحة المخلفات الكارثية على وحدة المكونات الوطنية السورية التي تركها النظام البائد، وسوف ينهض شعب سوريا المتميز بالحيوية، ويتجاوز المحنة، بدعم أردني نزيه متواصل.
* (مقالتي في الدستور يوم الثلاثاء).












