#اعلاميون_اردنيون
سهى كراجة اسمٌ حاضر بقوة في الإعلام الأردني، يجمع بين المهنية والالتزام الإنساني. اختارت أن يكون حضورها على الشاشة صوتًا للناس لا صدىً للأحداث، وأن تحوّل الكلمة إلى أداة وعيٍ وتغيير. من خلال عملها الميداني في التلفزيون الأردني، عايشت تفاصيل الواقع، ونقلت نبض الشارع بموضوعية ودفء، لتؤكد أن الإعلام رسالة ومسؤولية قبل أن يكون مهنة أو شهرة.
بدأت سهى كراجة مسيرتها في التلفزيون الأردني عقب تخرّجها مباشرة، حين التحقت بقسم الأخبار المحلية عام 1991 كمراسلة ميدانية. ومن هناك، انطلقت رحلتها في عالم التحقيقات الصحفية، لتصبح واحدة من أبرز الأسماء النسائية التي أثبتت قدرتها على التعامل مع الملفات الميدانية بجرأة ومهنية. ومع مرور السنوات، تحوّلت من مراسلة إلى معدّة ومقدّمة برامج تركت بصمة واضحة في الذاكرة التلفزيونية الأردنية.
قدّمت سهى عدداً من البرامج التي جمعت بين الطابع الثقافي والاجتماعي والإنساني، من أبرزها برنامج “شرفة القمر” الذي مزج بين الحكاية والتراث والوجدان الأردني، وبرنامج “تحت الضوء” الذي تناول قضايا المرأة والفئات المهمّشة في المجتمع، وفتح نوافذ على ملفات حساسة كالفقر والتعليم والمخدرات والبطالة. كما شاركت في برامج أخرى مثل “خطوط عريضة” و”يحدث اليوم” و”الأردن في أسبوع”، وأسهمت في تقديم حلقات من البرنامج الصباحي الشهير “يسعد صباحك”.
تؤمن سهى كراجة بأن الإعلام الميداني هو جوهر العمل الحقيقي، وبأن الإعلامي الناجح هو من يقف في الميدان لا في المكاتب. وهي ترى أن دور الإعلام لا يقتصر على نقل الحدث، بل يمتد إلى مراقبة المجتمع وحماية الحقيقة. وفي لقاءاتها الصحفية، عبّرت مراراً عن قناعتها بأن “المرأة الإعلامية لا تقلّ قدرة عن الرجل في تحمّل المسؤولية، لكنها كثيراً ما تُستثنى من مواقع صنع القرار”، داعيةً إلى المساواة في الفرص داخل المؤسسات الإعلامية.
لم تتردّد سهى يوماً في طرح الأسئلة الجريئة أو في انتقاد التقصير المؤسسي، فكانت صوتاً حراً داخل منظومة الإعلام الرسمي. وبهذا الموقف الصلب اكتسبت احترام الجمهور وزملائها، إذ حافظت على حضورها الميداني حتى في المراحل التي تراجع فيها الإنتاج المحلي أو تغيّرت فيها سياسات البث.
أما في السنوات الأخيرة، فقد واصلت كراجة حضورها في البرامج الثقافية والاجتماعية وفي الصالونات الفكرية، مؤكدة أن الإعلام ليس وظيفة مؤقتة بل التزام أخلاقي وفكري. أنّ رحلتها الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود تمثّل تجربةً نسائية رائدة في الإعلام الأردني الرسمي.
سهى كراجة هي حالة إعلامية أردنية رسّخت مفهوم “الإعلام من أجل الإنسان”، وربطت بين الشاشة والميدان، بين الصوت والوجدان، لتبقى نموذجاً لامرأة آمنت بدور الكلمة في بناء الوعي وصون الحقيقة.
عماد الشبار












