كتب: ليث الفراية
في زمن تتسارع فيه المنافسة وتتبدل فيه موازين الأسواق، يظل هناك رجال يشكلون ثوابت في المشهد الاقتصادي، ليس بما يملكون من رؤوس أموال أو استثمارات، بل بما يحملون من قيم ومبادئ تجعلهم أعمدة حقيقية لقطاعهم ومن بين هؤلاء، يبرز اسم الأستاذ حاتم الزعبي كواحد من أبرز الوجوه التي تمثل قطاع الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات في غرفة تجارة الأردن، ورجل الأعمال الذي استطاع أن يحفر اسمه في سجل الريادة الاقتصادية، ليس بصفته تاجرًا ناجحًا فحسب، بل باعتباره صوتًا مسموعًا وضميرًا حيًا للقطاع التجاري الأردني.
قصة حاتم الزعبي لم تبدأ من القمة، بل من نقطة الانطلاق التي يعرفها كل من ذاق معنى الكفاح سنوات طويلة من العمل، مزيج من الجرأة في اتخاذ القرارات والحكمة في إدارة التحديات، وإصرار لا يعرف الانكسار، جعلت منه نموذجًا للتاجر الذي يوازن بين الطموح والالتزام كان يؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بحجم الأرباح، بل بمدى القدرة على الاستمرار، والتأثير، وكسب ثقة الناس.
من موقعه كممثل لقطاع الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات في غرفة تجارة الأردن، حمل الزعبي على عاتقه مسؤولية الدفاع عن مصالح التجار، ومتابعة قضاياهم، والعمل على تحسين بيئة الأعمال بما يضمن استقرار السوق ونموه لم يكن حضوره شكليًا، بل كان مشاركًا فاعلًا في الاجتماعات، متحدثًا باسم القطاع بلسان الواثق الخبير، ناقلًا هموم الميدان إلى طاولة القرار، ومبادرًا بطرح حلول عملية قائمة على فهم عميق لطبيعة السوق الأردني وتحدياته.
ولا يمكن الحديث عن الاقتصاد الأردني وقطاع التجارة دون التوقف عند بصمة حاتم الزعبي فيه فقد ساهم بحكمته وخبرته في خلق بيئة أكثر توازنًا داخل السوق، من خلال دعواته الدائمة لاعتماد سياسات تجارية واقتصادية تراعي مصلحة التاجر والمستهلك على حد سواء كان يرى أن استقرار السوق المحلي هو حجر الأساس لأي نمو اقتصادي، وأن دعم التاجر الأردني يعني في النهاية دعم العجلة الاقتصادية للوطن حيث ان رؤيته للمستقبل تقوم على مبادئ واضحة؛ أهمها أن التجارة الحديثة لم تعد تقتصر على البيع والشراء، بل باتت تتطلب الابتكار، والاعتماد على التكنولوجيا، وتوسيع قاعدة الشراكات المحلية والخارجية حيث يؤمن بأن الأردن يمتلك المقومات ليكون مركزًا إقليميًا للتجارة، إذا ما تم الاستثمار في البنية التحتية، وتسهيل الإجراءات، ودعم رواد الأعمال الشباب للدخول إلى السوق بروح جديدة وفكر متطور.
ما يميز حاتم الزعبي أنه لم يحصر نشاطه داخل حدود شركته أو استثماراته، بل كان دائم الحضور في القضايا التي تهم القطاع التجاري ككل ويدرك أن قوة السوق تكمن في تماسكه، وأن نجاح أي تاجر هو جزء من نجاح المنظومة الاقتصادية بأكملها ومن هذا المنطلق، ظل صوته حاضرًا في كل مناسبة تدعو للدفاع عن مصالح التجار، والسعي لتحسين بيئة الأعمال، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والنمو.
الأمر الذي يزيد من قيمته في عيون الناس، خاصة التجار، هو تواضعه وقربه من الجميع. فهو لا يتعامل من برج عالٍ، بل يمد يده لكل من يحتاج المشورة أو الدعم هذه الروح جعلت اسمه يتردد باحترام في المجالس والأسواق، ورسخت صورته كرجل موقف قبل أن يكون رجل مال.
ولأن القيم لا تورَّث بالكلمات فقط، فقد حرص الزعبي على أن يغرس في أبنائه نفس النهج الذي سار عليه واليوم، يسيرون بخطى ثابتة على طريق العطاء والتميز، حاملين راية الأسرة التجارية التي احترمت المهنة وحافظت على شرف المنافسة.
ربما يختزل البعض حاتم الزعبي في صفته كتاجر ناجح، لكن من يعرفه يدرك أن أثره يمتد إلى مجالات أوسع، تشمل المساهمة في المبادرات المجتمعية، ودعم الأنشطة التي تخدم الوطن، والحرص على المشاركة في كل ما يعزز صورة التاجر الأردني كمثال للالتزام والمسؤولية الوطنية.
إن الحديث عن حاتم الزعبي هو حديث عن مدرسة في العمل التجاري والالتزام الأخلاقي مدرسة تعلمنا أن النجاح لا يُبنى على الصفقات وحدها، بل على القيم التي ترافقها، وأن التاجر الحقيقي هو من يحفظ مكانته بحفظه لمكانة مهنته، ومن يكسب احترام الناس قبل أن يكسب أرباح الأسواق حيث سيبقى الزعبي، بإنجازاته ومواقفه وإنسانيته، شاهدًا على أن رجال الأعمال العظماء هم أولئك الذين يتركون أثرًا يتجاوز جدران مكاتبهم، ليمتد إلى قلوب الناس وذاكرة الوطن.