ريادة قانونية أردنية… إربد الأهلية تصنع جيلاً من فرسان العدالة
كتب:محمد العوضات
-عندما تخطو إلى كلية القانون في جامعة إربد الأهلية، تشعر فورًا أنك على عتبة عالمٍ مليءٍ بالتحديات والمعرفة، حيث تتحول الطموحات إلى مهارات، والأفكار إلى خبرات عملية. هنا، لا يقتصر التعليم على الكتب والمحاضرات، بل يمتد ليشمل الورش العملية، والمحاكاة القضائية، والتدريب الميداني الذي يجعل الطالب يعيش واقع المهنة قبل أن يغادر القاعة الدراسية.
يقف الكادر التدريسي في الكلية كجدارٍ من الخبرة والحكمة، يقود الطلبة نحو فهمٍ عميقٍ للقانون، ويمنحهم القدرة على التفكير النقدي والتحليل المتقن. فكل محاضرة هنا أكثر من مجرد درس؛ إنها تجربة تعلم حيّة، وكل نص قانوني يُدرَّس يُترجم عمليًا من خلال المناقشات والأنشطة التطبيقية.
أما عمادة الكلية، وبقيادة رؤى واضحة وطموح لا يعرف التوقف، فقد استطاعت أن تبني بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتبتكر برامج تدريبية ومحاكاة واقعية تجعل الطالب شريكًا فاعلًا في العملية التعليمية، بينما تحرص رئاسة الجامعة على متابعة مستوى الطلبة وتقديم الدعم والإرشاد اللازم لتعزيز قدراتهم الأكاديمية والمهنية.
وقد تُوّج هذا الجهد المخلص بإنجازٍ لافتٍ تمثّل في حصول كلية القانون على المركز الثاني في مسابقة المحاكمات الصورية على مستوى الجامعات الحكومية والخاصة، وهو إنجاز يعكس الجدية والتميز الأكاديمي والعملي الذي تتبناه الكلية في إعداد طلبتها. لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة تدريب متواصل ومحاكاة واقعية ومتابعة دقيقة من هيئةٍ تدريسيةٍ تؤمن بأن التميز في القانون لا يُكتسب من القاعات وحدها، بل من الميدان والممارسة العملية.
وتحرص الكلية كذلك على الربط بين الجانب النظري والتطبيقي من خلال زيارات ميدانية منتظمة إلى مجلس النواب، ومراقب الشركات، والمعهد القضائي، ونقابة المحامين الأردنيين، حيث يتعرف الطلبة عن قرب على بيئة العمل القانوني والتشريعي والقضائي، ويدركون كيف تتحول النصوص إلى واقع، وكيف تُدار العدالة بمسؤولية ودقة. تلك الزيارات لم تكن مجرد جولات تعريفية، بل تجارب تفاعلية تُثري الفهم وتعزز الانتماء للمهنة.
وفي رحلتي الدراسية، اكتسبت العديد من الخبرات التي انعكست بشكل مباشر على عملي، وعززت قدرتي على اتخاذ القرارات بثقة وكفاءة. ومن هنا وُلدت فكرة كتابي “إدارة بلا ظلال”، الذي ربطت من خلاله بين القانون والعمل الإداري، موضحًا كيف يمكن للتطبيق القانوني السليم أن يعزز الكفاءة والعدالة في الإدارة العملية، ويخلق بيئة عمل متوازنة وفعالة.
ويمتد اهتمام الكلية أيضًا إلى الجانب البحثي والتطبيقي بشكل متكامل، فهي تشجع الطلبة على إعداد المشاريع البحثية، والمشاركة في المسابقات والمؤتمرات القانونية، لتصبح كل تجربة فرصة لصقل المهارات وتكوين الشخصية القانونية الواعية، بما يجعل الطالب ليس مجرد متعلم، بل فاعلًا قادرًا على الإسهام في تطوير العدالة والإدارة في المجتمع.
ومع اقتراب نهاية الرحلة، لا يسعني إلا أن أعبر عن امتناني العميق لأساتذتي الذين ألهموني بعلمهم، ولعمادة الكلية ورئاسة الجامعة التي منحتنا دعمًا لا ينضب، وساهمت في تحويل كل درس إلى تجربة حقيقية تُهيئنا للمستقبل. لقد تعلمت أن الدراسة ليست مجرد مرحلة أكاديمية، بل رحلة إعداد مهني وإنساني متكامل، تمنحك الثقة لتكون في صف العدالة، وتضع بصمتك في طريقها بثباتٍ وإيمانٍ بأن القانون رسالة قبل أن يكون مهنة ..












