fقلم الكاتب الصحفي – مدير عام مجموعة القبة الإعلامية – خلدون بني خالد – المفرق – البادية الشمالية
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ،،،، لم يبنَ ملك على جهل وإقلال
في عمق البادية الشمالية بمحافظة المفرق، حيث تمتزج الأصالة بعبق التراب وتفوح رائحة التاريخ من بين الحجارة القديمة، يسطع اسم الأستاذ فراس طخشون بني خالد من بلدة الزعتري كأحد أبنائها الأوفياء الذين جعلوا من الكتابة وسيلة لتخليد المكان والإنسان، ومن القلم جسراً يصل الماضي بالحاضر.
الأستاذ فراس، المعلّم في وزارة التربية والتعليم، لم يكن يوماً مجرد مدرسٍ يؤدي واجبه الوظيفي، بل كان مربّي أجيالٍ وصاحب رسالةٍ إنسانية ووطنية سطرت منجزات خالدة في مسيرة التعليم ، وكان على الدوام يتمتع بكفاءة عالية ومرونة كبيرة تدعم الطلاب بالعلم والمعرفة .
يؤمن بأن التعليم أمانة في الأعناق، ومسؤولية تقع على الجميع وواجب لإعداد أجيال بارزة ناجحة متفوقة لأن التاريخ سيحكم علينا ماذا قدمنا لبلدنا وأبنائنا وأهلنا وأجيالنا»وأن الكتابة عن بلدته واجبٌ أخلاقيٌ قبل أن تكون هوايةً أو عملاً أدبياً.
ومن خلال صفحاته ومقالاته، أعاد للأذهان صورة الزعتري القديمة، الزعتري البسيطة التي كانت عنواناً للصفاء، ومسرحاً للتعاون، ومأوى للكرماء والطيبين.
حين يكتب الأستاذ فراس عن الزعتري، يكتب بنبض القلب لا بحبر القلم، يستحضر ذكريات الطفولة، ويعيد للأذهان ملامح الحياة القديمة في البلدة: من محلاتها التجارية وشخصياتها البارزة إلى مجالسها العامرة وقصصها التي لا تُنسى.
يكتب عن الأرض التي شربت من عرق أهلها، وكتاباته ليست مجرد تأريخٍ لأحداثٍ مضت، بل إحياءٌ للذاكرة ووفاءٌ لمكانٍ يستحق أن يُروى تاريخه للأجيال.
فهو يذكّر الجميع بأن الزعتري ليست نقطةً على خارطة الأردن، بل قصة انتماءٍ وكرمٍ وصمودٍ، تسكن وجدان أبنائها وتفوح من حاراتها وأحيائها كعبقٍ لا يزول.
وقد عرف أبناء الزعتري الأستاذ فراس بأخلاقه وقيمة العالية وتواضعه الكبير، والقدوة الحسنة في الصدق والأمانة والتواصل الفعال واحترام الطلاب كأفراد ، فكان قريباً من الناس، محبوباً بين الجميع صغاراً وكباراً.
يتحدث بلسانهم، ويكتب بروحهم، فتتحول كلماته إلى مرآةٍ تعكس صورة البلدة بكل تفاصيلها الجميلة.
ويرى أبناء البلدة أن الأستاذ فراس أصبح اليوم صوت الزعتري الأصيل في زمنٍ غابت فيه الأقلام التي توثق الماضي وتربط الحاضر بجذوره.
فهو ذاكرة ناطقة للمكان، يجمع بين دقة المؤرخ ودفء العاشق، ويمنح التاريخ حياةً جديدة في قلوب الناس.
ومن خلال كتاباته، يسعى الأستاذ فراس إلى غرس قيم الانتماء والفخر بالهوية في نفوس الجيل الجديد، محذراً من أن نسيان التاريخ المحلي يعني خسارة جزءٍ من هوية الوطن.
فهو يؤمن أن الحفاظ على التراث واجبٌ وطنيٌّ لا ترفٌ فكريّ، لأن القيم التي نشأ عليها أبناء البادية من كرمٍ وشهامةٍ واحترامٍ للعهد، هي التي تحفظ للأمة أصالتها.
وفي عالمٍ تتسارع فيه الأحداث وتبهت فيه الذاكرة، تبقى كلمات الأستاذ فراس جسرًا بين الأجيال، يربط الماضي بالحاضر، ويذكّر بأن لكل حجرٍ في الزعتري حكاية، ولكل إنسانٍ فيها أثر لا يُمحى.
ويبقى الأستاذ فراس طخشون بني خالد نموذجًا للمربي المثقف والكاتب المخلص، والابن البار الذي حمل على عاتقه مهمة الحفاظ على ذاكرة بلدته.
فمن يقرأ كلماته، يشعر أن التاريخ ينبض من جديد، وأن روح البادية ما زالت حيّة في قلوب أبنائها، بفضل رجالٍ أوفياء كتبوا بصدقٍ ليبقى الماضي الجميل حكايةً تُروى للأجيال.
وسيظل المعلّم فراس طخشون بني خالد عنوانًا للوفاء والانتماء، وواحدًا من أولئك الذين أثبتوا أن الكلمة الصادقة يمكن أن تكون درسًا خالدًا لا يُنسى.
أنا خلدون بني خالد، المدير العام لمجموعة القبة الإعلامية كنت أحد طلاب الأستاذ فراس طخشون في مرحلة من مراحل حياتي الدراسية، ولا زلت أذكر كيف كان يزرع فينا حب المعرفة والانتماء للوطن والبلدة.
واليوم، وأنا أكتب عنه كصحفي وكاتب، أدرك أن كلماتي لا تفيه حقه، فالأستاذ فراس يستحق أكثر مما تكتبه الأقلام، لأنه لم يكن مجرد معلمٍ يدرّس، بل قدوة تلهم، وذاكرة تنبض بالعطاء، ومعلمٌ ستظل بصمته فينا ما حيينا.












