خطر العنف ناقوس يهدد الأسرة والمجتمع
إنجاز – بقلم الأستاذة سمر الجبرة
أصبحنا نشهد تزايدا واضحاً لظاهرة العنف سواء على صعيد الأسرة أو على صعيد المجتمع ، ولعل ما شهدناه من جرائم قتل متتالية بين فئة الشباب تحديداً يجعلنا نقف بجدية لاتخاذ موقف حازم منعاً لتصاعد هذه الظاهرة والتي تعتبر مواجهتها مسؤولية مجتمعية مشتركة لا يستثنى منها أحد.
فالمشكلة تبدأ من غياب التنشئة السليمة للأبناء وسبب عدم التنشئة الصالحة قد يكون الوضع الاجتماعي السيء والتفكك الأسري ، أو عدم الاستقرار الاقتصادي وانشغال رب الأسرة بالسعي نحو تحسين ظروف المعيشة متجاهلا أهم مسؤوليات الأسرة وهي إعداد جيل سوي خال من العقد النفسية والنزعة العدوانية.
ثم تنتقل المشكلة في مراحلها المتقدمة إلى المؤسسات التعليمية والتي يجب أن تولي جانب التربية اهتماماً مساوياً لاهتمامها بالتعليم إن لم يكن الأجدر بالاهتمام فعلاً!
وكما ذكرت ولأن الحد من هذه الظاهرة هو مسؤولية مشتركة فيجب أن نذكر دور السياسات والتشريعات ، ودور مؤسسات المجتمع المدني الفاعل من خلال حملات التوعية بأسباب وآثار هذه الظاهرة وطرق معالجتها ، ثم تمكين المجتمع بشكل عام والفئات المستضعفة بشكل خاص تمكينا قانونياً وتوعيتهم بحقوقهم ، ومن ثم رسم خارطة طريق تمكنهم من الوصول إلى آليات الحماية بسهولة.
ولا ننسى دور الإعلام المهم في المشاركة في التوعية بما ينتج عن هذه الظاهرة من آثار سلبية تتفشى في الفرد والمجتمع.
وبالرغم من التقدم الذي نحرزه من خلال حملات التوعية باستخدام كافة الوسائل ، وبالرغم من أننا نعيش في مجتمع أساسه متماسك ومترابط وتعمل مؤسساته جنباً إلى جنب لمجابهة أي ظاهرة من شأنها الإخلال بهذا التماسك، إلا أننا ما زلنا نشهد جرائم قتل يروح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم سوى التعامل مع أشخاص طغى على سلوكهم العنف والعدوان ، لذلك وجب الحديث عن هذه الظاهرة ووجب تحديد المشكلة والوقوف على أسبابها ونتائجها وطرح الحلول وإعداد السياسات لمعالجتها و كبح جماحها.