جمعية السنابل الذهبية: رؤية تنموية إنسانية مستدامة لخدمة المجتمع المحلي
اعد التقرير :وسام جعفر مقدادي
في قلب الأرياف والأطراف حيث تزداد الحاجة للدعم والتنمية، تأسست جمعية السنابل الذهبية للتنمية الاجتماعية برؤية واضحة للخروج عن نمط العمل الخيري التقليدي. مؤسس الجمعية ورئيس مجلس إدارتها، الدكتور فادي عيسى محمد مقدادي، ضابط متقاعد من الأمن العام يبلغ من العمر ٤٧ عامًا، كان وراء هذه المبادرة الطموحة التي تهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وتنموية مستدامة تسهم في تحسين حياة الأفراد والأسر بشكل مستمر.
لم تكن فكرة تأسيس الجمعية مجرد توزيع طرود إغائية مؤقتة، بل كانت انطلاقة لفكرة أوسع وأعمق، تستهدف بناء حياة مستقرة للأسر عبر برامج طويلة الأمد. جاءت المبادرة من مجموعة من الشباب الطموحين الذين عرفوا عن قرب التحديات التي تواجه مجتمعاتهم، فقرروا أن يكون لهم دور فعال ومؤثر عبر مبادرات تركز على احتياجات الأرياف والأطراف.
تركز أهداف الجمعية على مجموعة متنوعة من المجالات الإنسانية والتنموية، تشمل تقديم المساعدات العينية والنقدية للفئات المحتاجة، رعاية الأيتام، تنظيم المبادرات التي تعزز التكافل والتعاون الاجتماعي، وتمكين المرأة والشباب عبر برامج التأهيل والتدريب. كما لا تغفل الجمعية تقديم الإغاثات الطارئة والمساعدات الفورية، فضلاً عن تعزيز العمل التطوعي وتشجيع الشباب على الانخراط فيه. وتولي الجمعية رعاية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يعكس شمولية عملها وإنسانيتها.
خلال مسيرتها، نفذت الجمعية عدة مشاريع بارزة على أرض الواقع. شملت هذه المشاريع بناء ٧٧ منزلاً جديدًا وترميم أكثر من ٣٥٠ مسكنًا، بالإضافة إلى إنشاء بيوت بيئية مستدامة بالتعاون مع منظمة “هابيتات”. كما نظمت الجمعية دورات لتعليم مهارات الحياة الأساسية للشباب والنساء، وعملت على دهان المدارس والبيوت المحروقة في مختلف أنحاء المملكة، ما ساهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز الجماليات المحلية.
تخدم الجمعية فئات متعددة من المجتمع، مع تركيز خاص على الفئات الأقل حظًا، فضلاً عن دعم الشباب والمرأة، والعمل على تنمية منظومة المجتمع المحلي بشكل عام. لا يتم اختيار الحالات العشوائية، بل تعتمد الجمعية على لجنة مختصة تقوم ببحث ودراسة دقيقة لكل حالة أو مشروع يحتاج للدعم، لضمان الوصول إلى الأكثر استحقاقًا.
تمويل الجمعية يأتي بشكل رئيسي من الهبات المجتمعية التي تُجمع بعد الإعلان عن المشاريع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقد نجحت الجمعية في بناء ثقة قوية مع المجتمع المحلي عبر نتائج عملها الواضحة والمستمرة. ورغم عدم وجود متبرعين دائمين، فإن الدعم المجتمعي المتجدد يُعد العمود الفقري لاستدامة مشاريع الجمعية.
تحرص الجمعية على الشفافية الكاملة في إدارة التبرعات والمساعدات، حيث يتم تقديم الدعم بشكل مباشر للأسر والمشاريع، مع زيارات ميدانية مستمرة لمتابعة التنفيذ والتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها.
تواجه الجمعية عدة تحديات، أبرزها محدودية الدعم المادي ووجود بعض العراقيل البيروقراطية في الجهات الحكومية التي قد تؤخر بعض الإجراءات. إلا أن هذه التحديات لم تثن الجمعية عن مواصلة رسالتها الإنسانية والتنموية.
ومن بين أبرز إنجازات الجمعية وفخرها الكبير، حصول مؤسسها الدكتور فادي مقدادي على وسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز في العمل الإنساني، وهو أرفع وسام وطني يُمنح تقديراً للإسهامات الإنسانية المتميزة. إلى جانب ذلك، تعتز الجمعية بكل المشاريع التي نفذتها، وبالأخص مشاريع البناء والترميم التي غيرت واقع العديد من الأسر.
تحكي الجمعية قصص نجاح عديدة، منها تمكين شباب من ذوي الحالات الخاصة من خلال توفير فرص ومشاريع تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم، مما يعكس الأثر الإنساني العميق لعملها.
وتتطلع جمعية السنابل الذهبية إلى المستقبل بخطط طموحة تتضمن تنفيذ مشاريع سكنية جديدة للأسر الفقيرة، بالإضافة إلى دعم الشباب والمرأة في إقامة مشاريع تنموية مستدامة تساهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
وتؤكد الجمعية أن العمل الخيري هو أكثر من مجرد تبرع عابر؛ إنه رسالة حياة وأمل فبكل كلمة طيبة، أو وقت يُمنح، أو جهد يُبذل، يمكن أن تتغير حياة إنسان وتزرع الأمل في قلبه.
وتؤمن الجمعية بأن الخير عمل دائم وأثره يبقى نورًا يتجاوز الزمن، وأن الإخلاص في العمل لوجه اللّٰه هو مفتاح النجاح.












