جلسة حوارية حول مستقبل التعليم العالي في الأردن ضمن سلسلة “حوارات للأردن – عون”
انجاز -عقدت جمعية عون الأردن بالشراكة مع هيئة شباب كلنا الأردن، أمس السبت، الجلسة الثانية من سلسلة “حوارات للأردن – عون” تحت عنوان:“مستقبل التعليم العالي في الأردن: تحديات وفرص”، وذلك برعاية رئيس مجلس الأعيان، وبحضور نخبة من الشخصيات التربوية، الأكاديمية، والإعلامية، إلى جانب عدد كبير من الشباب والمهتمين بالقطاع التعليمي.
في مستهل الجلسة، رحّبت المدير التنفيذي لجمعية عون الأردن، نور الدويري، بالحضور، مؤكدة أهمية هذا النوع من الحوارات الوطنية التي تستند إلى نقاش نقدي هادف وبنّاء وتُعطي الفرصة للشباب لسماع وجهات نظر من خبراء وأصحاب قرار في ملفات تمس مستقبلهم.
وقالت الدويري: نؤمن في جمعية عون الأردن أن الطريق إلى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي يبدأ من التعليم. هذه الجلسة ليست فقط نقاشاً أكاديمياً، بل محاولة جادّة لتقريب وجهات النظر، واقتراح حلول واقعية قائمة على تشخيص عميق للتحديات.
وأضافت الدويري نحن نترجم التوجيهات الملكية عملياً، عبر إتاحة مساحة آمنة للشباب للنقاش، وخلق بيئة فكرية تنطلق منها مشاريع حقيقية ومبادرات مجتمعية مستدامة.
استعرض وزير التعليم العالي الأسبق وعضو مجلس الاعيان الحالي الدكتور وجيه عويس مسيرة التعليم العالي في الأردن منذ بداياته، وتناول أبرز التحديات التي تواجه الجامعات الأردنية، ومن أهمها التمويل، هجرة العقول، والتباين بين التخصصات ومخرجات سوق العمل.
وقال عويس:لا يمكن إصلاح التعليم العالي بدون قرارات جريئة تبدأ من سياسات القبول الجامعي، وتمر بتقييم البرامج والتخصصات، وتنتهي بربط الخريجين فعلياً بفرص العمل والإنتاج.*
وشدد على أهمية الاستثمار في البحث العلمي، ودعم أعضاء الهيئة التدريسية، وتحديث البنية التحتية للجامعات، بما يتوافق مع المعايير العالمية.
بدورها، قدمت الدكتورة سهاد الجندي عضو مجلس الاعيان الحالي قراءة تحليلية حول واقع التعليم العالي، مع تسليط الضوء على تجربة التعليم خلال جائحة كورونا، التي كشفت الحاجة الملحة لتطوير البنية التكنولوجية والتعليم الإلكتروني.
وأكدت أن التحول الرقمي في الجامعات لم يعد خياراً، بل ضرورة وطنية لمواكبة المتغيرات العالمية وتسليح الطالب الأردني بالمهارات الحديثة.
وأضافت الجندي أن الابتكار والإبداع لا يُدرّسان كمواد، بل يُصنعان من خلال بيئة جامعية منفتحة، داعمة، ومرنة في التفاعل مع احتياجات الطلبة، مؤكدة أن الجامعات لا يجب أن تبقى فقط مؤسسات تمنح الشهادات، بل حاضنات للفكر الريادي والبحث المنتج.
وشدد المشاركون في الجلسة على ضرورة الانطلاق من الرؤية الملكية السامية، التي لطالما أكدت على أن التعليم هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان الأردني، وعلى ضرورة تطوير مخرجاته، والارتقاء بجودته، وربطها باحتياجات الاقتصاد الوطني، والتحولات العالمية في المعرفة والمهارات.
في ختام الجلسة، دار حوار مفتوح مع الحضور، تخلله مداخلات من شباب وممثلي جامعات ومؤسسات مجتمع مدني، عبّروا فيها عن طموحاتهم وتحدياتهم، وقدّموا مقترحات تتعلق بتطوير المناهج، تحسين نوعية التدريب العملي، وتوسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وخرجت الجلسة بعدة توصيات من أبرزها:-
* مراجعة سياسة القبول الجامعي بما يحقق العدالة ويراعي الكفاءة.
* تشجيع التخصصات المطلوبة في سوق العمل وتوجيه الطلبة لها.
* رفع جودة التعليم والتقييم، ودعم البحث العلمي.
* تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص ومؤسسات ريادة الأعمال.
* التوسع في برامج التعليم المهني والتقني.
* تمكين الشباب للمشاركة في صناعة القرار التعليمي.
تأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة متكاملة من الحوارات التي تعتزم جمعية عون الأردن تنظيمها، بالشراكة مع مؤسسات وطنية، بهدف خلق نقاش وطني يلامس قضايا جوهرية تتعلق بمستقبل الأردن وشبابه، بما يتوافق مع توجهات الدولة الأردنية وخارطة تحديثها الشاملة.
وأقيمت الجلسة في قاعة هيئة شباب كلنا الأردن في عمّان، وسط تفاعل ملحوظ من الحضور، واهتمام كبير بطرح القضايا المرتبطة بمستقبل التعليم العالي، باعتباره ركيزة من ركائز التنمية الوطنية، وأداة أساسية في تمكين الشباب الأردني، وتأهيله لمتطلبات سوق العمل المتغير.