انجاز-كتب الدكتور زهير الطاهات
في الأمس، شهدت جامعة اليرموك لحظة مشرقة من لحظات الوفاء للعلم والعطاء، حيث تم تكريم ابن العم الغالي، البروفيسور خلف الطاهات، لينضم إلى كوكبة علماء اليرموك، وتتويجًا لمسيرته البحثية الحافلة، وجهوده العلمية المتواصلة التي امتدت عربياً وعالمياً، فكان التكريم ثمرة سنوات من السهر، والتنقيب بين المصادر والمراجع، والعمل المضني داخل المختبرات العلمية ومراكز الدراسات.
لقد نال بجدارة واستحقاق جائزة الباحث الأول المتميز في قطاع العلوم الإنسانية والإعلامية، وهو اللائق به والمستحق له، فهو خريج إحدى أعرق الجامعات الأمريكية، ومن أوائل دفعته في تخصصه، وقد توج مسيرته بتاج الإبداع والتفوق، مستلماً الجائزة من رئيس الجامعة، شامخاً بكبرياء الوطني المخلص، وبوجهٍ تشع منه أنوار العلماء، وفي عينيه رسائل الأمل وعزيمة النبلاء.
منذ نعومة أظفاره، لم يرضَ لنفسه إلا أن يكون في الصفوف الأولى؛ فكان من الأوائل على مستوى الوطن في الثانوية العامة، حاملاً الوطن في قلبه، وساكنًا في وجدانه، متوشحًا في عنقه ميدالية الوفاء لوالديه، إذ كان الأقرب إليهما، برًّا وحبًّا، لا يفتر عن طاعتهما، ولا يبخل عليهما بودّه وحنانه.
كل من عرفه يدرك تمامًا أنه من أولئك الرجال النادرين الذين لا يتبدّلون ولا يتلوّنون، ثوابت في الزمن المتقلب، ووفاءٌ لا تهزّه العواصف. فهو من القلائل الذين، إن مرّوا على القلب، مرّوا بسلام، لا يخلّفون حسرة، ولا يورثون ندامة. في قلبه ابتسامة، وفي عقله مودة، وفي مشاعره رحمة، وفي سلوكه رقة، وفي إنسانيته عطاء لا يعرف المساومة.
وسلام على الذين إن بدأ صباحنا بهم، امتلأ اليوم بهجةً وصفاءً، فهم كالعطر للورود، وكالضياء في الصباح، نُسعد بهم ومعهم، فهم سرّ وجودٍ وسعادة بلا حدود. إن أنفاسهم تحمل النقاء، وقلوبهم تنبع منها أنوار محبة، ومعهم يكون الصباح أبهى، وأكثر دفئًا وصفاء.
يا أبا فواز، أيها العالم الجليل، يا صاحب الجود والسخاء الإنساني، عرفناك فكرًا نيّرًا، وحديثًا ممتعًا، وحوارًا راقياً، ورؤيةً سديدة. أنت من أولي النهى، وأصحاب العقل الراجح. لك في كل ميدان أثر، وفي كل علم بصمة، وفي كل محفل حضور مميز، تغرس المعرفة وتبني الفكر.
لقد عشتَ في حب العطاء، وتذوقتَ لذة الإنجاز بعد كدٍّ واجتهاد، فأنت ممن يؤمنون أن الجمال يُرى بعينٍ تبصر التفاصيل، والإناء يفيض بما فيه. فكان عقلك المضيء منارة، وقلبك النابض بالحياة مصدر إشعاع للجمال والخير.
أنيس الروح الحقيقي هو ذاك الذي لا يسألك شيئًا، لكنه يمنحك كل شيء… حضورًا، واهتمامًا، وسؤالًا، واطمئنانًا. هو بلسم الجروح، ونور العتمة، وسكينة الفؤاد. وكأنك أنت يا دكتور خلف، أنيس الأرواح لمن عرفك، وأقرب الناس إلى قلوبهم دون تكلف.
كثيرون هم من يعبرون على شواطئ حياتنا، لكن قلة أولئك الذين يلمسون الأعماق، ويتركون فيها الأثر العميق والجميل. أولئك الذين بطيبتهم تطيب الحياة، وبوجودهم تُزهر الأرواح.
سلامًا لك، يا أنيس القلوب، يا من يسكنك النقاء ويحيط بك الصفاء.
سلامًا لكل من يرسمون البهجة في أيامنا، ويمسحون الحزن عن قلوبنا.
سلامًا لأولئك الذين يعرفون الطريق إلى قلوبنا دون أن يسلكوا طرقًا ملتوية.
سلامًا لك أيها الصديق، الأخ، الأستاذ، والقدوة.
🐝🌼وافر الحب والتقدير والاعتزاز،
من شقيق الروح وصديق الدربKhalaf Tahat