تؤثر على المناعة وتزيد خطر الأمراض
الاستخدام الجائر لأدوية النوم يسبب الإدمان
الهواتف الذكيـــة «العدو الخفي» للنوم العميق
إنجاز-أكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض واضطرابات النوم الدكتور محمد حسن الطراونة أن اضطرابات النوم هي مشكلة تهدد الصحة العامة مما يتطلب إدراجها ضمن التأمين الصحي.
وأشار إلى وجود ضعف في تشخيص ومعالجة أمراض النوم في الوطن العربي بصورة عامة، بسبب كونها من الكماليات وليس الأساسيات، مطالبا إدخالها ضمن برامج التأمين الصحي، لما لها من أهمية بتحسين صحة المواطنين.
وأوضح الطراونة أن اضطرابات النوم تعد من القضايا الصحية الشائعة عالميا، إذ يعاني منها نحو خمس سكان العالم في مرحلة ما من حياتهم، مشيرا إلى أن إهمالها قد يقود إلى مضاعفات خطيرة تهدد صحة الإنسان وحياته اليومية.
واعتبر أن اضطرابات النوم ليست حالة واحدة، بل تضم أنواعا متعددة تتعلق بسلوكيات النوم، أو اضطراب دورات النوم والاستيقاظ، أو مشكلات في التنفس أثناء النوم، أو الشعور بالنعاس الشديد خلال النهار.
وأضاف أن علم أمراض النوم ومنذ عام 2008، صنف ما يزيد عن 78 نوعا مختلفا من اضطرابات النوم، أبرزها وأكثرها شيوعا هي متلازمة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، التي تظهر من خلال الشخير الشديد، والنعاس المفرط نهارا، والتعب العام، والصداع الصباحي.
ونوه الطراونة إلى أنه إذا لم تشخص هذه المتلازمة وتعالج مبكرا، فقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل اضطراب ضربات القلب، والجلطات الدماغية والقلبية، وارتفاع ضغط الدم.
وبين أن مرحلة النوم تعتبر من أهم المراحل البيولوجية في حياة الإنسان، فهي تؤثر مباشرة على الوظائف العقلية، والأداء الجسدي، والتحصيل الدراسي، وجودة العمل.
ولفت الطراونة إلى أن الشخص يحتاج إلى 4 إلى 5 دورات نوم يوميا، حيث تستغرق كل دورة من 90 إلى 120 دقيقة، أي ما يعادل 6 إلى 8 ساعات من النوم الليلي المنتظم، مؤكدا أن ذلك يشكل ثلث حياة الإنسان.
وقال » أن النوم مرتبط بالتناغم بين الليل والنهار، ويتحكم به إفراز هرمون الميلاتونين من الغدة الصنوبرية، والذي يبدأ في النشاط بعد غياب الشمس، ويصل إلى ذروته ما بين الساعة 11 مساء و5 فجرا».
وتابع أن اضطراب النوم يحدث حين يخل الإنسان بهذا الإيقاع البيولوجي، فينام في أوقات غير طبيعية أو يقل عدد ساعات نومه، مما يؤثر على صحته الجسدية والنفسية.
وأكد الطراونة أن النوم الجيد يعزز أداء الجهاز المناعي، ويقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض، مشيرا إلى أن من يعانون من اضطرابات النوم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وارتفاع الضغط، والأمراض الصدرية والتنفسية المتكررة.
وفيما يتعلق بأدوية اضطرابات النوم، أوضح أن هناك استعمال جائر لها من قبل البعض، إذ يجب أن تستخدم تحت إشراف طبي المختص، لأنها قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة أو الإدمان، مشيرا إلى أن الأطباء يضطرون أحيانا لإعطاءها للمساعدة على النوم لكن لفترة مؤقتة، بحيث تشكل جسرا للشخص حتى يستطيع ضبط نومه.
وعن أهم النصائح لتحسين جودة النوم، نبه إلى ضرورة الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ منتظمة، وتجنب المنبهات مثل الشاي والقهوة مساء، وتهيئة غرفة النوم لتكون هادئة، مظلمة، ومريحة، كذلك الابتعاد عن الهواتف الذكية التي تعتبر العدو الخفي للنوم العميق.
وشدد الطراونة على أن استمرار اضطراب النوم يستدعي مراجعة الطبيب المختص، مؤكدا أهمية دمج تشخيص وعلاج اضطرابات النوم ضمن برامج التأمين الصحي، لما لها من أثر مباشر على الصحة العامة.
الرأي