الملك عبدالله الثاني… قائد الموقف لا متفرج على المأساة
بقلم الاعلامي همام فريحات
في زمن تزدحم فيه الساحات الدولية بالصراخ والمواقف الرمادية جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي كصوت مختلف يحمل وضوح الرؤية وصدق الشعور وعمق الموقف كان الخطاب بعيدًا عن المجاملة قريبًا من الحقيقة ومليئًا برسائل سياسية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها ما قاله جلالته عن العدوان على غزة لم يكن فقط توصيفًا للمأساة بل كان تحميلًا مسؤولًا للمجتمع الدولي ووضعًا للمرآة أمام العواصم الغربية التي اعتادت أن ترى الصورة من زاوية واحدة لقد تحدث الملك عن معاناة إنسانية يعيشها شعب محاصر وعن حق سياسي يجب أن يعود إلى أصحابه لا أن يُختزل في مساعدات أو تهدئات مؤقتة الملك لم يتحدث بلغة العتب بل بلغة القرار حين أكد أن العام الحالي مرشح ليكون عامًا للقرارات المحورية وأن على العالم أن يختار بين استمرار الصمت أو اتخاذ خطوات شجاعة نحو العدالة كما وضع أوروبا أمام مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية ودعاها لأن تلعب دورًا أكثر عدلًا واتزانًا لا فقط تجاه فلسطين بل تجاه مجمل قضايا الشرق الأوسط اللافت في الخطاب كان التأكيد الواضح على أن منطق القوة والجيوش لم يعد يجدي في عالم يزداد اضطرابًا وأن السلام الحقيقي لا يُصنع عبر سباق التسلح بل عبر الحوار والشراكة والاحترام المتبادل ومن هنا جاءت دعوة جلالته لاعتماد الأردن كشريك قوي وموثوق قادر على أن يكون صلة وصل بين الشرق والغرب بما يملكه من حكمة سياسية وثقل أخلاقي ودور تاريخي هذا الخطاب لم يكن مجرد لحظة دبلوماسية عابرة بل محطة مفصلية في خطاب الأردن الإقليمي والدولي فهو يحمل رسالة من دولة صغيرة في حجمها الجغرافي لكنها كبيرة في مواقفها وإنسانيتها رسالة تقول للعالم إن الكرامة لا تقبل المساومة وإن الصمت على الظلم مشاركة فيه وإن القيادات الحقيقية هي التي ترفع صوتها حين يسكت الآخرون كمواطن أردني فخور بقيادتي شعرت وأنا أتابع الكلمة أن جلالة الملك لا يمثل فقط الأردن بل يمثل كل من يبحث عن العدالة وسط هذا الضجيج العالمي لقد كان صوته هو الصوت الذي كنا نحتاج أن يُسمع ووجهه هو الوجه الذي يليق بتمثيل قضايانا في أهم المنابر