الملك أول المتحدثين بافتتاح القمة العربية في السعودية اليوم
يشارك جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الأحد في أعمال الدورة العادية التاسعة والعشرين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وسيكون جلالته اول المتحدثين في الجلسة الافتتاحية حيث يسلم جلالته رئاسة القمة الى شقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتتوقع الأوساط الرسمية السعودية ان تسجل القمة حضورا قياسيا على مستوى القادة حيث قدرت تلك الأوساط حضور 15 زعيما عربيا على الأقل.
ومن المنتظر أن يركز خطاب جلالته على الملف الفلسطيني والجهود الأردنية والعربية لتفعيل عملية السلام وإحياء الجهود الدولية الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية خصوصا ما يتعلق منها بمدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المنتظرة.
ويتصدر الملف الفلسطيني أعمال القمة العربية وخصوصا فيما يتعلق بمستقبل القدس قبل نحو شهر من نقل السفارة الأميركية إليها، الى جانب موضوعات متعددة أبرزها التصعيد في اليمن، وتمادي الحوثيين في توجيه صواريخهم نحو الأراضي السعودية، بالاضافة الى الأوضاع في العراق وليبيا وملف مكافحة الإرهاب الى جانب الحرب في سوريا في ظل الضربة الثلاثية التي وجهتها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا لأهداف سورية بعد اتهامات لدمشق بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق.
وتبحث القمة العربية كذلك التدخلات الإقليمية في الشأن العربي، وبخاصة من قبل إيران وتركيا، وتمثل السياسة الإيرانية مصدر تهديد متفاقم بالنسبة إلى العديد من الدول خصوصاً دول الخليج، نظراً إلى تبني إيران سياسة معلنة تهدف إلى بسط نفوذها في البلاد العربية، ويعد العراق واليمن ولبنان وسوريا، ساحات مفتوحة للنفوذ الإيراني.
ويشارك في القمة قادة ومسؤولون من 21 دولة عربية من أعضاء جامعة الدول العربية الـ22، وتغيب سوريا التي لا تزال عضويتها معلّقة منذ أن اتُّخذ قرار بذلك قبل نحو 7 سنوات على خلفية تعامل النظام السوري بقسوة مع التظاهرات المطالبة بالتغيير في بداية النزاع. وإلى جانب التطورات السورية، يمثل الوضع في اليمن والاتهامات السعودية لإيران بتأجيج النزاع فيه، موضوعاً رئيساً على جدول أعمال القمة خصوصاً مع تصعيد المتمردين الحوثيين هجماتهم الصاروخية على أراضي المملكة. ويُنتظر أن يصدر عن القمة الى جانب « إعلان الرياض» الذي يتضمن القرارات التي ستصدر عن القمة وثيقة الأمن العربي التي تتكفل الدولة المستضيفة بصياغتها.
وعلى الرغم من إعلان الدوحة مشاركة امير قطر الشيخ تميم بن حمد في أعمال القمة العربية الا إن الأزمة الرباعية مع قطر لن توضع على جدول أعمال القمة، حيث لا زالت تلك الأزمة تراوح مكانها، مع إصرار دول الخليج على اتّباع الآليات الخليجية لحلّ الأزمة، بدلاً من تدويلها، حيث أكد ذلك وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير في تصريحات صحفية سابقة قال فيها، إن الأزمة الدبلوماسية بين قطر من جهة والسعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة ثانية، لن تكون مطروحة في القمة العربية اليوم الأحد، في السعودية، موضحا أنّ حل هذه الأزمة سيكون داخل مجلس التعاون الخليجي .
وكان وزراء الخارجية أكدوا في ختام اجتماعهم يوم الخميس الماضي رفضهم العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة التركية في منطقة عفرين السورية، وتوغلها في الأراضي العراقية، وطالبوا أنقرة بسحب قواتها فوراً دون قيد أو شرط باعتبار ذلك تهديداً للأمن القومي العربي. كما أدانوا التصعيد العسكري المكثف الذي تشهده الغوطة الشرقية، وكذلك قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.
ابرز ملامح البيان الختامي «إعلان الرياض»
وفقا للتسريبات فان مسودة قرارات القمة التي رفعها وزراء خارجية الدول العربية إلى اجتماع القمة ستتضمن قرارا يرفض العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة التركية في منطقة عفرين التي تقوض المساعي الجارية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية.
كما ستدين القمة التصعيد العسكري المكثف الذي تشهده الغوطة الشرقية والترحيب بالنتائج الإيجابية للاجتماع الموسع للمعارضة السورية الذي عُقد برعاية السعودية في كانون الأول 2015، واجتماع الرياض في الـ 2تشرين الثاني 2017، وسيؤكد القادة العرب على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وذلك استناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه. وحتى اللحظة لا يزال موقف القادة العرب غير واضح في التعامل مع الضربة «الثلاثية» التي وجهتها الولايات المتحدة الامريكية بمشاركة بريطانيا وفرنسا الى الأراضي السورية، لكن مصادر دبلوماسية استبعدت أن يعبر البيان الختامي للقمة عن موقف رافض أو داعم لهذه الهجمات.
وستؤكد القمة على مركزية قضية فلسطين بالنسبة إلى الأمة العربية جمعاء، والهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية ومجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها مع دول الجوار. وتعيد القمة التمسك بالسلام كخيار استراتيجي، وحل الصراع العربي – الإسرائيلي، وفق مبادرة السلام العربية بكل عناصرها.
كما سترفض القمة قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، واعتباره قراراً باطلاً وخرقاً خطيراً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية في قضية الجدار العازل، حيث سيشدد القادة العرب على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ورفض أي محاولة للانتقاص من السيادة الفلسطينية عليها. كما ستدين بشدة السياسة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية بمختلف مظاهرها على كامل أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية. وسيدعو القادة العرب كافة الدول العربية للالتزام بمقررات الجامعة العربية وبتفعيل شبكة أمان مالية، بأسرع وقت ممكن بمبلغ 100 مليون دولار أميركي شهرياً دعماً لدولة فلسطين، لمواجهة الضغوط والأزمات المالية التي تتعرض لها بفعل استمرار إسرائيل في اتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية عقابية من بينها احتجاز أموال الضرائب واقتطاع جزء كبير منها بما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية والاتفاقيات بين الجانبين، وستعبر القمة عن رفضها لأي تغيير على دور وكالة دعم وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وسيجدد القادة العرب الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ورفض التدخل الخارجي أياً كان نوعه، ودعم الجهود والتدابير التي يتخذها مجلس الأمن الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لحفظ الأمن وتقويض نشاط الجماعات الإرهابية وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها وحماية حدودها والحفاظ على مواردها ومقدراتها، والدعوة إلى حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا.
كما سيؤكدون أيضاً استمرار دعم الشرعية الدستورية في اليمن برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعم الإجراءات التي تتخذها الحكومة الشرعية الرامية إلى تطبيع الأوضاع، وإنهاء الانقلاب، وإعادة الأمن والاستقرار لجميع المحافظات اليمنية، والالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية.
ويعيد القادة العرب التأكيد المطلق لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وتأييد كل الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة. وستشدد القمة على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبدأ حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، كما سيدين التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتبارها انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حسن الجوار وسيادة الدول، ومطالبة إيران بالكفّ عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة، وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما سيدين القادة العرب توغل القوات التركية في الأراضي العراقية وومطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فوراً دون قيد أو شرط باعتبارها اعتداءً على السيادة العراقية وتهديداً للأمن القومي العربي. وسيعبر الإعلان عن الإدانة المطلقة لكل أشكال العمليات والأنشطة الإجرامية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية في الدول العربية وفي دول العالم كافة، بما في ذلك رفع الشعارات الدينية أو الطائفية أو المذهبية أو العرقية التي تحرض على الفتنة والعنف والإرهاب، مؤكدين أن الحلول العسكرية والأمنية وحدها غير كافية لدحر الإرهاب.
