الكرك: من رحم المعاناة…الأكشاك ليست جريمة بل محاولة للحياة
إلى سعادة رئيس لجنة بلدية الكرك المحترم،
“من يعِش المعاناة، لا يصدر أحكامًا جافة”
سعادة رئيس اللجنة،
تحية احترام وبعد،،
إنجاز-ما يحدث في الكرك اليوم، من حملات إزالة للأكشاك المتواضعة، التي يقيمها شباب وأرباب أسر سعوا إلى لقمة عيش كريمة، ليس مجرد إجراء إداري، بل هو قرار يمسّ كرامة الناس وحياتهم اليومية، ويزيد الجرح نزيفًا في محافظة أنهكها الإهمال والتهميش.
إن هذه الأكشاك التي تقومون بإزالتها اليوم، هي مصدر الرزق الوحيد لأصحابها. لا يتكئون على واسطة، ولا يملكون مشاريع ضخمة، لكنهم اختاروا طريق الكدّ والشرف في زمن ضاقت فيه السبل.
سعادة الرئيس،
الكرك لم تُنصف لسنوات، لا من الحكومات، ولا من المتنفذين الذين حولوا فرصها إلى محافظات أخرى، وتركوها تترنح تحت وطأة الفقر والبطالة.
المستثمرون غادروها، والمشاريع عُطلت، والشركات التي تعمل على أرضها لم ترد الجميل، ولا حتى أوفت بحقوق الكرك من صندوق التنمية المحلية.
لم نرَ فيكم موقفًا صارمًا في الدفاع عن حق الكرك، ولا تحركًا لحماية شبابها، لكننا الآن نرى قبضة تُرفع فقط لإزالة مصدر رزق بسيط.
وهنا نسأل بمرارة:
هل الأكشاك هي المشكلة الحقيقية؟
هل من سبقكم من رؤساء البلدية لم يرها؟ بل على العكس، كانوا يشترون من أصحابها، ويشجعونهم على العمل بدل الجلوس في طوابير البطالة.
سعادة رئيس اللجنة،
ندعوكم – من باب الإنسانية أولًا، والمسؤولية ثانيًا – إلى أن تعيشوا في الكرك لبعض الوقت، لتروا حجم الألم والمعاناة بأنفسكم، قبل إصدار الأوامر.
ادخلوا المدينة بعد الساعة الثالثة عصرًا، أو في عطلة نهاية الأسبوع، وشاهدوا الواقع المؤلم: شوارع فارغة، شباب تائهون، اقتصاد راكد، ومحلات بالكاد تفتح أبوابها.
نحن لا نطالب بمخالفة القانون، بل نطالب بتطبيقه برحمة، وبفهم واقع الناس وظروفهم.
نطالبكم اليوم بإيقاف حملات الإزالة فورًا، وفتح حوار حقيقي مع أصحاب الأكشاك، لإيجاد حلول تحفظ كرامتهم ولا تقطع أرزاقهم.
فأنتم لم تُرسلوا لتجريد الفقراء مما تبقى لديهم، بل لإدارة المدينة بإنصاف وإنسانية.
الكرك لا تستحق المزيد من القسوة… ولا شبابها يستحقون أن يُسحقوا تحت ركام إجراءات شكلية لا تضع الإنسان في أولوياتها.