جوان الكردي
منذ اجتاحتنا جائحة كورونا، تغيّر كل شيء. لم نعد نعرف للفرح طعماً، وكأن الوباء كان بداية سلسلة من الانهيارات التي لا تتوقف. خرجنا من العزل نبحث عن حياة أفضل، لنجد أنفسنا وسط أزمات اقتصادية خانقة، حروب لا ترحم، وعدم استقرار ينهش أوطاننا.
الفقر تمدد كوحش جائع، والبطالة صارت خبزنا اليومي. عائلات كاملة لا تجد قوت يومها، شباب يبحث عن عمل فلا يجد إلا أبوابا مغلّقة. لقمة العيش صارت مطلبا بعيد المنال، وأصبح السؤال اليومي: “كيف سنستقبل غدا؟” وما الذي يخبَّأ لنا؟
الأحداث اليومية، الأخبار لم تعد تحمل إلا المصائب، والوجوه غشّاها الحزن. لا ضحكة صافية، لا خبر يثلج القلب. حتى الفرح صار ترفاً، والابتسامة باتت ذكرى من زمن آخر.
نحن جيل شهد كل شيء: الوجع، القلق، الجوع، الفقدان. ذاقت أجسامنا، وأرواحنا، الملح يرش على جراحنا، وبتنا نعدّ خسائرنا بدلًا من أحلامنا.
هرمنا قبل أواننا.. الهموم أكبر من أعمارنا، والمسؤوليات أثقل من أكتافنا. جعلتنا الأوجاع نفرح بخجل، ونحزن بصمت.
صرنا نخشى يومنا القادم أكثر مما ننتظره.. أين ذهبت تلك الأيام التي كان فيها المستقبل يبدو مشرقًا؟ اليوم، يكفينا أن ننجو من يومنا بأقل الخسائر.
رغم هذا كله، نحمل في أعماقنا شعاع أمل صغير، ربما يأتي يوم ينسينا مرارة السنين. ربما يعود الخير يوماً، ويعود الضحك صادقاً، وتعود الحياة كما عرفناها أو كما نحلم بها، لنا ولأبنائنا.. محكومون بالأمل؟