انجاز-نوف الور
أكد مدير مركز الملكة رانيا العبدالله لتمكين المجتمعات في العقبة، التابع لمؤسسة نهر الأردن، أحمد الغنيمات، أن العام 2025 يمثل مرحلة نوعية في مسيرة عمل المركز، من خلال إطلاق مجموعة واسعة من المشاريع التنموية والبرامج المجتمعية التي تستهدف الشباب والنساء في مختلف مناطق محافظة العقبة، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تأتي استكمالاً لما تحقق خلال عام 2024 الذي شهد توسعاً كبيراً في أعداد المستفيدين لتصل إلى أكثر من 11 ألف نسمة.
وقال الغنيمات إن خطط المركز للعام 2025 تركز على الدمج بين التمكين الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز المهارات الرقمية والإبداعية لإعداد جيل قادر على مواكبة متطلبات العصر الرقمي وسوق العمل، موضحاً أن من أبرز المشاريع هذا العام برنامج تدريب نحو 800 شاب وشابة في مجالات التكنولوجيا والصناعات الإبداعية مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وصناعة الأفلام، والتصوير الفوتوغرافي، إلى جانب برامج للتوعية بالاستخدام الآمن للإنترنت، بإشراف متطوعين مدرّبين من أبناء المجتمع المحلي.
وأضاف أن المركز سيواصل تنفيذ مشروع التمكين الاقتصادي للنساء في قرى وادي عربة ولواء القويرة وحوض الديسة، إلى جانب التمكين الزراعي الذي يشكل محوراً أساسياً في خطة 2025، حيث سيتم استهداف 60 سيدة من منطقتي القويرة وقريقرة بإنشاء “حواكير منزلية” مدعومة بتدريبات متخصصة حول كيفية إنشائها ورعايتها والاهتمام بها، إضافة إلى منح مالية لكل مشروع. وأشار إلى أن المركز مستمر أيضاً في تنفيذ برامج تدريبية عملية في مجال الحرف اليدوية بقرى الريشة وبئر مذكور وقريقرة، تشمل صناعة الصابون والشموع والإكسسوارات، مع تزويد المشاركات بصناديق إنتاجية لدعم انطلاق مشاريعهن الخاصة، إلى جانب تدريبات في المهارات الحياتية والتسويق الإلكتروني.
ولفت الغنيمات إلى أن المركز يولي مجال حماية الأسرة والطفل أهمية خاصة ضمن خطط 2025، حيث يواصل تنفيذ جلسات الدعم النفسي والإرشاد الأسري لحماية الأطفال من الإساءة، إضافة إلى مشروع “مكاني” بتمويل من اليونيسف، الذي وفر مساحات آمنة للتعليم والابتكار والرياضة لمئات الأطفال واليافعين. كما أطلق المركز فعاليات توعوية متنوعة لتعزيز مفاهيم الحماية، شملت مسرح الدمى “سلحوف”، وبرنامجي “البيت السعيد” و”قوة الفن”، إلى جانب حملات توعية بالجرائم الإلكترونية ومخاطر المخدرات والإسعافات الأولية.
وأشار إلى أن هذا العام سيشهد تنفيذ تدخلات جديدة مدعومة من مجلس محافظة العقبة، تركز على بناء قدرات الشباب والنساء في مجالات الحرف اليدوية والمجال الزراعي، إضافة إلى تدريب خريجي الجامعات في مدينة العقبة على التصميم الجرافيكي وإدارة البيانات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. كما يجري تنفيذ مشروع “مساحات آمنة للأسرة والطفل” بدعم من شركة تطوير العقبة، بهدف نشر الوعي المجتمعي بطرق الوقاية من العنف، وتعزيز مفاهيم الأسرة الفاعلة، ورفع كفاءة العاملين مع الأطفال واليافعين حول المهارات اللازمة لإدارة حالات العنف بشكل مهني، مستهدفاً الأطفال واليافعين من عمر 6 سنوات إلى 17 سنة، بمشاركة متطوعين تحت إشراف كادر متخصص من المؤسسة.
وأوضح أن إنجازات العام الماضي 2024 شكلت قاعدة صلبة لانطلاقة جديدة في 2025، حيث تم تنفيذ 52 مشروعاً إنتاجياً مدراً للدخل، وبكلفة إجمالية ٦٠ الف دينار تقريباً، وإطلاق “حافلة الابتكار المتنقلة” التي استفاد منها نحو 2000 مشارك من الطلبة والشباب في مجالات الروبوتات والطاقة المتجددة، إضافة إلى “غرفة التكنولوجيا” التي جذبت أكثر من 1500 شاب للمشاركة في برامج عملية مثل روبوتات كرة القدم، والأرضية التفاعلية، ومراوح الهولوجرام. كما تم إطلاق مبادرة “كن واعي” بالشراكة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومديرية التربية والتعليم والشركاء المعنيين، لتوجيه طلاب المدارس أكاديمياً ومهنياً نحو تخصصات مطلوبة في سوق العمل.
وبيّن الغنيمات أن 2024 شهد كذلك توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة نهر الأردن وسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة وهيئة الاعتماد وضبط الجودة، نتج عنها بناء قدرات 21 مرشداً مهنياً، وحصولهم على شهادات معتمدة ليقوموا بمهام التوعية والإرشاد المهني لنحو 3000 مستفيد، إضافة إلى تنفيذ تدريبات عملية في أماكن العمل لـ25 مشاركاً. كما نفذت برامج لمحو الأمية الرقمية بدعم من شركة واحة آيلة للتطوير، استهدفت 60 شاباً وشابة حصلوا على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب (ICDL)، إلى جانب 50 سيدة وربة منزل اكتسبن مهارات في استخدام التكنولوجيا وحماية البيانات الشخصية من التهديدات السيبرانية.
مؤكدا أن المركز سيواصل تقديم خدماته المجانية لأبناء العقبة، بما في ذلك توفير وسائل النقل للمستفيدين من القرى والبوادي، مع الحرص على تعزيز الشراكة مع المؤسسات المحلية، وتوسيع نطاق التغطية لتشمل مناطق أوسع في جنوب المملكة، بما يرسخ دور المركز كمؤسسة مجتمعية رائدة في التمكين وحماية الأسرة وبناء مجتمع قادر على مواجهة تحديات المستقبل.