الصحفي الدكتور رامي العمري يكتب
اطل علينا رئيس وزراء ما يسمى بدولة إسرائيل – فلسطين المحتلة– خلال مقابلته مع قناة i24 الإسرائيلية أمسليقول وبكل وقاحة بأنه في مهمة روحانية لإقامة دولة إسرائيل الكبرى باعتباره المنفذ لأمر الرب .
هذه التصريحات الدينية التي يطلقها نيتن ياهو ليست المرة الأولى وانما هي تكرار لأوثان وهوس فكري عقائدييحمله هذا المسخ لاحتلال فلسطين واراض من الأردن ومصر وسوريا ولبنان لإقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتغييرخريطة الشرق الأوسط وزعزعة السلم الإقليمي والعالمي .
يأتي تصريحه هذا بعد 677 يوما من حرب الإبادة على غزة واستخدامه جميع أسلحة الفتك والدمار لإخضاع شعبناالمقاوم في غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر ولاسترداد ما تبقى من اسراه الاحياء وجثامين امواتهم وإزالة حكمحماس في غزة والقضاء على قادتها .
ان هذه الأهداف التي أعلنتها دولة الاحتلال من بداية الحرب على غزة وبعد المدة الطويلة لم ينفذ منها شيءفالشعب الجبار هناك ما يزال يقاوم والأسرى ما زالوا موجودين والقادة يديرون المقاومة في ارض الميدان.
ان نيتن ياهو يعيش اليوم تخبطا واضحا فبعد فشله في غزة وبعد ان اصبح مطلوبا للعدالة الدولية بتهمة قتلالأطفال وتجويع أهالي غزة وممارسة الابادة الجماعية بحقهم ، وبعد ان ظهرت إسرائيل على صورتها الحقيقية علىانها دولة نازية فاشية محتلة ومنبوذة في المجتمع الدولي، واصبح جنود الاحتلال مطاردين في دول العالم والاهممن ذلك بعد ان اصبح المجتمع الإسرائيلي منقسما انقساما واضحا بشان موقفه من حرب غزة وضرورة ايقافهاواستعادة الاسرى ، اصبح نيتن ياهو مجبرا للهروب الى الخلف لأنه يعلم علم اليقين انه اذا ما انتهت هذه الحربسيكون في مزبلة التاريخ وان كل تاريخه في خدمة دولة الاحتلال لن يشفع له بان يكون خلف القضبان مستقبلا، وانمشواره السياسي مرتبط ارتباطا وثيقا بانتهاء الحرب على غزة .
لذلك فان ما صرح به هذا النتن بأنه سيقوم بضم أراض من دول عربية وتحديدا الأردن ما هي الا محاولة فاشلةلتنصيع صورته الوسخة العفنة امام يمينه المتطرف بعد سلسلة الفشل التي تلازمه عبر السنوات الماضية خاصة بعدان اجبر اليوم تحت وطأة وانتفاضة المسيرات والوقفات الاحتجاجية داخل الكيان المحتل لأهالي الأسرى على ارسالوفد لإحياء مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة ضمن صفقة شاملة وهذا ما أتوقع انه سيحدث خلال الأيام والأشهرالقليلة القادمة .
ان الأردن وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وكافة اجهزتنا الأمنية والرسمية والشعب الأردني بمختلفاطيافه على استعداد تام للتصدي لأي محاولة اعتداء هوجاء من قبل دولة الاحتلال والدفاع عن وحدة أراضيه.
ان هذه المرحلة تتطلب منا جميعا بأن نكون صفا واحدا خلف قيادتنا الهاشمية وان نبتعد عن اية خلافات قد تساهمفي أي انقسام شعبي وان تبقى مصلحة الأردن العليا هي الفكرة الراسخة والعقائدية في وجدان كل اردني حر شريف.
حفظ الله اردننا حرا كريما شامخا