محمد بركات الطراونة يكتب
بكل الثقة والوضوح والقوة المعهودة ،اعتلى جلالة الملك عبد الله الثاني منبر أهم وأعلى هيئة في العالم وهي الأمم المتحدة، يلقي خطابه في الدورة الثمانين للجمعية، والذي جاء في منتهى الوضوح والقوة ويعكس الموقف الأردني الثابت والصلب، والذي ركز على القضية المركزية الأهم وهي القضية الفلسطينية و ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، من تجويع وتشريد بل وحرب إبادة شاملة، والمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، في ظل الإحتلال الذي يحرمه من أبسط حقوقه، وجاء الخطاب واضحًا وصريحًا ،بأن قيام الدولة الفلسطينية ليس مكافأة للفلسطينيين ،بل هو حق تأخر الحصول عليه، التساؤلات الملكيه والتي بحاجة إلى إجابة من العالم، إلى متى تستمر معاناة الشعب الفلسطيني جراء القصف العشوائي الذي يستهدف الإنسان والشجر والحجر، ويزهق أرواح الأبرياء أمام مرأى ومسمع العالم، وغياب الكرامة الإنسانية التي كفلتها الشرائع الدينيه والشرعية الدولية، الخطاب الملكي حمل كل معاني الشجاعة والوضوح والرؤية الاستراتيجية، ومثل خريطه طريق عملية ومُحكمة لتحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين، وهو الأمر الذي يعد السبيل الوحيد والاَمن لوقف دوامة الدم والعنف والدمار، لتنعم معه كافة شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار، والتساؤل الذي حمله الخطاب إنه وفي ظل ظرف دولي دقيق ،وما يشهده الإقليم من تصعيد إلى متى تستمر مأساة قطاع غزة، في ظل خروقات القانون الدولي، الخطاب وجسد وضوح الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدور الريادي الذي يضطلع به جلالة الملك في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، جلالة الملك خاطب الضمير العالمي لممارسة دوره في مراعاة البعد الإنساني للصراع، مؤكدًا ان العنف والتشريد والحرمان لا يمكن وصفها إلا بالجريمة النكراء التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، مما يرتب وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الاخلاقية والقانونية ووقف ازدواجية المعايير، والتأكيد على تطبيق قرارات الشرعية الدولية دون استثناء ،ووقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تجاوزت حدود فلسطين، مخترقة سيادة دول اخرى في المنطقة، الخطاب جاء حاسمًا يرفض قوة السلاح ويفضح سردية الإحتلال واطماعه التوسعية، وخطابات العنصريه والكراهية والتحريض التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، وتساءل جلالة الملك متى سيتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الفرص والازدهار والإمكانات في المنطقه، بدلا من الحديث عن المعاناة والدمار، خطاب واضح وصريح وشفاف أبرز معاناة الشعب الفلسطيني والصراع الذي تشهده المنطقة، نتيجة استمرار احتلال إسرائيلي للأراضي العربية، ورفضها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.