كتب: الصحفي ليث الفراية
في زمن تتسابق فيه الدول لحماية أمنها الغذائي وتعزيز استدامتها الزراعية تبرز الشركة الأولى لإنتاج البذور الزراعية كصرح وطني أردني أثبت حضوره بقوة ليس فقط في الأسواق بل في قلوب المزارعين والمجتمع الزراعي بأكمله لقد استطاعت هذه الشركة أن تتحوّل من فكرة إلى إنجاز ومن مشروع إلى قصة نجاح أردنية يفتخر بها الجميع لم يكن النجاح وليد المصادفة بل نتيجة جهد تراكمي قادته إدارة حكيمة مؤمنة بأن الزراعة ليست قطاعًا تقليديًا بل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني والاستقرار الاجتماعي ولأن البذور هي البداية لكل حياة فقد اختارت الشركة أن تبدأ من الجذر فركّزت على إنتاج بذور محسّنة عالية الجودة ومتأقلمة مع الظروف المناخية المحلية ومقاومة للأمراض ما منحها مكانة متقدمة في السوق المحلي جهود الشركة لم تتوقف عند توفير المنتج بل امتدت لتشمل الاستثمار الحقيقي في البحث العلمي الزراعي فقد حرصت على تطوير مختبراتها وفرقها البحثية واستنباط سلالات جديدة تلائم الواقع البيئي الأردني وتواجه تحديات التغير المناخي وهو ما جعلها مرجعًا موثوقًا للمزارعين في كافة أنحاء المملكة وإيمانًا منها بأن الزراعة لا تُمارس في عزلة عمدت الشركة إلى بناء شراكات ذكية مع المؤسسات الحكومية ومراكز البحث والجامعات والجمعيات الزراعية هذا النهج التشاركي مكّنها من الوصول إلى قاعدة عريضة من المستفيدين وأسهم في نشر ثقافة زراعية قائمة على العلم والإنتاجية المستدامة كما أن خدمات الدعم الفني والتدريب التي تقدمها للمزارعين رفعت من كفاءاتهم وعززت من فرص نجاحهم في جانب آخر وضعت الشركة ضمن أولوياتها التمدد الإقليمي ودخول الأسواق الخارجية عبر تصدير خبرتها ومنتجاتها إلى دول الجوار هذا التوسع المدروس لم يكن ليحدث لولا وجود بنية مؤسسية قوية واستراتيجية دقيقة تبنتها الشركة منذ البداية ومن اللافت أن هذه المسيرة المضيئة توجت العام الماضي بتكريم ملكي رفيع لرئيس مجلس الإدارة السيد صلاح أبو موسى بمنحه ميدالية اليوبيل الفضي تقديرًا لتميّز الشركة وريادتها الوطنية هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء بل اعترافًا رسميًا بالدور الفاعل للشركة في خدمة الوطن وترسيخًا لمكانتها كواحدة من أبرز النماذج الوطنية التي تستحق الإشادة ولأن الزراعة هي قضية المستقبل فإن الشركة الأولى لإنتاج البذور الزراعية لا تنظر إلى ما تحقق باعتباره نهاية المطاف بل محطة جديدة في مسيرة أكبر تسعى فيها إلى أن تكون جزءًا فاعلًا في رسم ملامح الأمن الغذائي الأردني والعربي وأن تستمر بزراعة الأمل بذرةً بعد بذرة في أرضٍ تستحق الأفضل.