“لم يكن الطريق مفروشًا بالورود… وكانت البداية أشبه بصراع بين الحلم والواقع، بين الإرادة والظروف القاسية .
الحديث عن شاب وكأنه يستعيد فصول معركةٍ خاضها بكل ما أوتي من عزيمة قائلا : “لم يكن الأمر سهلًا… لكنني كنت مؤمنًا أن الإصرار يصنع المستحيل.،و كلما اشتدت العاصفة، كنت أزداد ثباتًا.
ويضيف: “اخترقت قسوة الأيام، وحطّمت جدار اليأس، حتى لاحت أمامي ملامح الحلم الذي طال انتظاره.” – انتهى قوله -.
بعد خدمةٍ طويلةٍ في صفوف القوات المسلحة، وجد نفسه أمام حياةٍ مدنيةٍ لا تعرف الرحمة، يبحث عن عملٍ يسد رمق أسرته، ويؤمّن لهم حياةً كريمة. لكن الأبواب كانت موصدة، والفرص نادرة. ومع ذلك، لم يُطفئ العجزُ جذوة الحلم بداخله.
مرت السنوات، وقرر أن يعود إلى مقاعد الدراسة بعد اثني عشر عامًا من الانقطاع، قرارٌ لم يكن سهلًا، لكنه كان الخطوة الأولى نحو حياةٍ جديدة.
بجهده وإيمانه وتوكله على الله، نجح في امتحان الثانوية العامة، لتبدأ مرحلةٌ أشد قسوة، إذ كان عليه أن يوازن بين أقساط الجامعة وقوت أسرته والتزامات الحياة اليومية.
افتتح عمله الخاص وهو يحمل في داخله رسالة: أن يكون عونًا لنفسه ولمن حوله. كانت الأيام تُمتحنه في كل لحظة، لكنه لم يتراجع.
قاد التاكسي يومًا، وعمل سائقًا في الشركات والمنظمات يومًا آخر. لم يشعر بالخجل، بل كان يقول في نفسه: “هذه مرحلة… وليست نهاية. الغد لي، ما دمت أواصل السير.”
وهكذا، خطا بثبات نحو هدفه، إلى أن حمل بين يديه شهادة البكالوريوس في القانون بتقدير جيد جدًا، لينتسب بعدها إلى نقابة المحامين، رافعًا رأسه فخرًا بما أنجزه، شاكرًا الله الذي لم يخذله في أصعب اللحظات.
اليوم، يقف هذا الشاب أحمد فريحات ابو محمد، صاحب موسسة قلعة عجلون للخدمات شامخًا، ليس كمن أنهى قصة نجاح، بل كمن بدأ فصلًا جديدًا منها
فالحلم الذي يولد من رحم المعاناة، لا يعرف الانكسار أبدًا.