انجاز- نظّم مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنيّة محاضرة علمية متخصصة بعنوان “حماية التراث الثقافي من خلال الكشف عن أصالة القطع الأثرية والمخطوطات”، قدّمها الخبير في شؤون التراث الدكتور إسماعيل ملحم، بحضور مديرة المركز الدكتورة ندى الروابدة.
وتناولت المحاضرة التهديدات المتصاعدة التي تواجه الإرث الثقافي حول العالم، وفي مقدمتها الإهمال، والحروب، والنزاعات، إضافة إلى التزوير والاتجار غير المشروع، وسرقةِ وتهريبِ وبيعِ القطع التراثية بطرق غير قانونية، والتي تشكّل جميعُها انتهاكًا واضحًا لحق الشعوب في الحفاظ على هويتها الثقافية.
وسلّط ملحم الضوء على الدور المحوري الذي تؤديه المنظمات الدَّولية في حماية الممتلكات الثقافية، ومنها اليونسكو، والمجلس العالمي للمتاحف (ICOM)، والمجلس الدَّولي لصيانة الآثار (ICOMOS)، إضافة إلى الإنتربول الدَّولي، في مكافحة التهريب والتزوير، واستعادة القطع المسروقة.
كما استعرض الأساليب العلمية الحديثة المعتمدة في الكشف عن أصالة القطع الأثرية، مؤكدًا أهمية الخبرة والمعاينة الدقيقة والمنهج العلمي في تمييز القطع الأصلية عن المزيفة، وعارضًا نماذج عملية في فحص أصالة الآثار والعملات المعدنية، والتحقق من صحة المخطوطات القديمة.
وأكد ملحم على ضرورة وجود خبراء مؤهلين ومدرّبين علميًّا، إلى جانب تشريعات صارمة تجرّم التزوير والاتجار غير المشروع، مشددًا على أهمية التعاون الدَّولي لرصد حركة القطع الأثرية ومنع تهريبها واستعادتها، وتكثيف الرقابة على المواقع الأثرية والمخازن والمتاحف. كما دعا إلى نشر الوعي المجتمعي بقيمة التراث وتعزيز ثقافة الأمانة والحفاظ على الهُوِيّة.
وأشار إلى أنّ التزام الدول باتفاقية اليونسكو لعام 1970 بشأن منع الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، يفرض قيودًا صارمة على تداول وبيع القطع المزورة على أنها أصلية.
من جانبها، قدّمت مديرة المركز الدكتورة ندى الروابدة مداخلةً حول التزوير القديم والحديث، مشيرةً إلى أهمية اللجوء إلى التحاليل المخبرية لبعض المواد الكيميائية للكشف عن التزوير، والتأكيد على الأصالة العلمية والتاريخية للقطع التراثية.
وتأتي هذه الفعاليّة في إطار جهود المركز المستمرة لتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي، وتسليط الضوء على التحديات الراهنة في مجال حماية التراث الإنساني.
https://news.ju.edu.jo/Lists/News/Disp_FormNews1.aspx?ID=2417