بقلم : موفق بطاينة
يشهد مسرح التعليم العالي في الأردن حراكاً متسارعاً، تتكشف فصوله ومشاهده تباعاً، وكأننا أمام مسرحية تتعدد فيها الأدوار، وتختلف فيها الأوجه، لكن خيوط تحريك الدمى تأتي من جهات داخلية وأخرى خارجية.
اللاعبون الجدد من خارج حدود الوطن بدأوا يتداولون أحاديث عن من يتنافس على اعتلاء صهوة اليرموك وقرارات لوزارة التعليم العالي تتعلق بتثبيت رؤساء جامعات، وفتح باب الترشح لرئاسة جامعتي اليرموك والطفيلة ولكن السهام موجهة إلى صدر اليرموك ، وفي الكواليس، هناك من قدّم استقالته من الوزارة ليدخل سباق المنافسة على رئاسة جامعة اليرموك تحديداً، وآخرون تقاعدوا من مناصبهم ليلحقوا بالركب. ومع هذه التحركات، أخذت المشاهد منحى جديداً، فظهرت بيانات وتصريحات، واشتعلت حملات إعلامية تستهدف خلط الأوراق وتلميع وجوه بعينها، بغية إرباك صاحب القرار.
إن بعض هؤلاء قد تضخمت في نفوسهم حالة الجحود والنكران حتى بلغت حدّ العمى، فسلكوا مسلك النعام، يدفنون رؤوسهم في الرمال وهم يتوهمون أن أحداً لن يراهم، متناسين المثل العربي القديم: “البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير”.
أما ما تفوّه به المدعو علاء الفزاع، فليس سوى هرطقات لا ترقى حتى لمستوى اللغو، ولا تمت للمشهد الأكاديمي في جامعة اليرموك إلا كما يمت الضباب لصفاء السماء. فالمسألة برمتها مسرحية باهتة، خلف ستائرها ألف غاية خفية، هدفها الإرباك والتشويش. والدليل الواضح أن باب الترشح للمنصب لم يكن قد فُتح أصلاً ساعة بثّه تسجيله البائس!
ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ فكاتب السيناريو الركيك هو ذاته الذي استعان في زمن مضى بأبواق إعلامية تهرول وراء الإثارة الرخيصة، لتشويه المشهد الجامعي وتزييف الوعي. واليوم، وقد أخذته العزة بالإثم، يمضي في عقد تحالفات مع الشيطان نفسه، ظانّاً أن الطريق إلى غايته ممهد ومفروش بالورود.
لكن… هيهات!
فمهما لبس الذئب جبة الحمل، ومهما تجمّل الباطل بألوان الحق، يبقى مفضوح النوايا، عاري الحيلة، مطروداً من ساحات الاحترام.
هيهات… هيهات… هيهات!
والسؤال الذي سيبقى معلق على صدر الوطن هو : لماذا اليرموك ؟ والتي تعد مخزونا استراتيجيا ، والعمل الممنهج لاغتيال اصحاب الكفاءات وتقزيم الانجازات التي تحققت موخرا في الأربع سنوات !!!!