ينال برماوي
يعي الأردن تماما حقيقة وماهية المطامع الصهيونية التي لا تقف عند حد احتلال فلسطين والجولان وأراض عربية والتي سبقت حتى وعد بلفور، وما صرح به رئيس وزراء الكيان المحتل بالعمل على اقامة حلم «اسرائيل الكبرى» يندرج ضمن تلك المساعي وفي توقيت يعتقد فيه تحقيق نصر عسكري في غزة وايران ولبنان وسوريا وأنه يمتلك من القوة ما يكفي لبلوغ ذلك الهدف على وقع ضعف عالمي بعدم المقدرة على ايقاف جرائمه غير المسبوقة رغم حالة الغضب التي تجتاج معظم البلدان.
الأردن لم ولن يغفل في أية لحظة ورغم اتفاق السلام تلك المطامع وعمل ضمن مسارات متلازمة لمواجهتها والتصدي لها بحزم عسكريا وتعبويا ودبلوماسيا مع تمسكه دائما بخيار السلام كحل ناجع لمشكلات المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واقامة الدولة المستقلة للأشقاء الفلسطينين ونيل حقوقهم كاملة استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
نعتز بقيادتنا وقواتنا المسلحة «الجيش العربي» والأجهزة الأمنية وقدراتها العالية وكل الثقة بها لحماية الوطن ومن خلفها كل أبناء الشعب المساند حتى وان اقتضى الأمر النزول الى الخنادق والذود عن الحمى بالغالي والنفيس فالأردن أغلى ما نملك.
في هذه المرحلة يتضح علانية حجم المخاطر والتهديدات التي تواجه الأردن ودول عربية من جهة الأطماع الصهيونية مع وجود حكومة ترى أن الوقت قد حان لتحقيق حلم «اسرائيل الكبرى» ما يتطلب بداية موقف عربي أكثر حزما مما سبق لوضع حد لغطرسة الاحتلال وجرائمه وابقاء المنطقة برمتها في دائرة الاضطرابات التي ستبقى ما لم تحل القضية الفلسطينية ووضع حد لهمجيته ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها في قطاع غزة على مرأى من العالم أجمع.
مواجهة تلك الأطماع لا يقع على كاهل الأردن فقط وانما على كافة البلدان العربية والمجتمع الدولي من خلال اعلان موقف عربي موحد وبدرجة عالية من التأثير مع الاحتفاظ بكافة الخيارات للتصدي لحالة الهيجان التي يعيشها نتنياهو وحكومته الأشد تطرفا في تاريخ الكيان الغاصب. الأردن منذ عقود وهو ينبه الى تلك المخاطر وبدت تحركاته المكثفة والمستمرة لفضح العدوان على قطاع غزة ومحاولات ضم الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين وممارسة كافة أشكال الضغط السياسي لوقف تلك الجرائم ومحاسبة الكيان المحتل.
محليا يجب التيقظ دائما لمساعي الكيان المحتل وأجهزته الدعائية التي ستنشط خلال الفترة المقبلة كما يبدو لمحاولة العبث بالأمن الوطني للأردن وبلدان عربية ما يتطلب المزيد من حالة التكاتف والالتفاف حول الوطن وقيادته ومقدراته واظهار الروح المعنوية بأعلى درجاتها.