إنجاز – فلاح القيسي يكتب
الإشاعة ظاهرة قديمة تتجدد اليوم بأشكال أسرع وأكثر خطورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فهي كلمة عابرة أو خبر غير موثوق، لكنه ينتشر كالنار في الهشيم، ليشكّل وعيًا زائفا ويؤثر على الرأي العام بطريقة قد تكون مدمرة.
خطورة الإشاعة لا تكمن فقط في محتواها، بل في سرعة انتشارها، وفي استعداد البعض لتصديقها دون تحقق أو تمحيص. وقد تسببت في كثير من الأحيان بخلق أزمات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، بل وأحيانا أدت إلى تشويه سمعة أبرياء وإلحاق الضرر بمكانتهم.
المجتمعات الواعية تواجه هذه الظاهرة بالتحقق من مصادر الأخبار، وتعزيز الثقة بالإعلام المهني المسؤول، وتربية الأجيال على التفكير النقدي. فالإشاعة سلاح خطير، وإذا تُركت بلا مواجهة، فإنها تفتك بوحدة المجتمع وتضعف ثقة الناس بمؤسساته.
إن محاربة الإشاعة مسؤولية مشتركة، تبدأ من الفرد الذي يرفض أن يكون أداة لنقل الكذب، وتمتد إلى المؤسسات التي يجب أن تسارع إلى توضيح الحقائق. فالحقيقة تبقى أقوى سلاح في مواجهة الزيف، والمجتمع الذي يحمي نفسه من الإشاعات، يحمي استقراره ومستقبله.