الإرشاد التربوي.. خط الدفاع الأول ضد الغياب وضعف التحصيل
بقلم: الدكتورة بسمة عزبي فريحات
مدير التربية والتعليم للواء الأغوار الشمالية
يمثل الإرشاد التربوي إحدى الركائز الجوهرية في المنظومة التعليمية، إذ يشكّل خط الدفاع الأول في معالجة السلوكيات الطلابية والحد من الغياب، بما يعكس دوره في تعزيز الانضباط وترسيخ بيئة مدرسية آمنة ومنتجة. فالغياب ليس مجرد فقدان لدرس، بل مؤشر مبكر قد يقود إلى ضعف التحصيل وتنامي المشكلات السلوكية والاجتماعية.
وقد أولت وزارة التربية والتعليم هذا الجانب عناية خاصة، عبر وضع السياسات الداعمة، وتوفير الكوادر المؤهلة، وتطوير البرامج الإرشادية الحديثة التي تلبي احتياجات الطلبة.
وقد مكّنت هذه الجهود المرشدين التربويين من أداء رسالتهم بكفاءة، وتعزيز قدرتهم على متابعة الطلبة والتواصل المستمر مع أولياء الأمور، بما يسهم في الحد من الغياب ومعالجة المشكلات السلوكية في مراحلها المبكرة.
إن النجاح في هذه المهمة لا يتحقق إلا بتكامل الأدوار بين الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، التي تواصل العمل على تطوير أدوات العمل التربوي وتوفير البيئة الداعمة لطلبتنا.
إن الاستثمار في الإرشاد التربوي، الذي تتبناه الوزارة كخيار استراتيجي، هو استثمار في رأس المال البشري، وضمانة لإعداد جيل واعٍ منتمٍ لمسيرته التعليمية، قادر على مواجهة التحديات والمضي قدماً نحو مستقبل مشرق لوطننا.
ومن هنا، نوجّه رسالتنا إلى المرشدين التربويين ليواصلوا جهودهم في معالجة ظاهرة الغياب باعتبارها المدخل الأساس لحماية الطلبة من ضعف التحصيل وتفاقم السلوكيات السلبية.
إن دوركم لا يقتصر على الإرشاد فحسب، بل يمتد ليكون خط الدفاع الأول عن حق الطلبة في التعليم، وحلقة الوصل التي تضمن بقاءهم على مقاعد الدراسة وتحفيزهم نحو النجاح والتميز.