إنجاز-أسامة القضاة
تعكس الأزياء الشعبية في محافظة عجلون جانبا مهما من الهوية الثقافية الأردنية إذ ارتبطت الأثواب والزخارف التقليدية بتاريخ المنطقة وموروثها الحضاري، لتصبح رمزا للأصالة والانتماء وجزءا من الذاكرة للأهالي.
وأكد مدير ثقافة عجلون سامر فريحات، أن الأزياء الشعبية تشكل جزءا أصيلا من التراث الأردني، مشيرا إلى أن المديرية تحرص على إبراز هذا الموروث من خلال الأنشطة والفعاليات والمعارض التي توثق أشكال الثوب العجلوني وزخارفه المميزة، بما يسهم في نقل هذا التراث للأجيال الجديدة وحمايته من الاندثار.
من جهته، أوضح رئيس جمعية التراث الشعبي محمود شريدة، أن الثوب العجلوني كان وما يزال عنوانا للهوية والاعتزاز بالانتماء، حيث أن معظم الأثواب كانت تصنع بأنامل سيدات القرى العجلونية وتزين بزخارف مستوحاة من البيئة المحلية تعكس معتقداتها وعاداتها، لافتا الى أن الثوب العجلوني عرف بألوانه القرمزية وزخارفه الغنية.
بدوره، قال رئيس متحف راسون محمد الشرع، إن الثوب التقليدي المعروف باسم “ثوب الشرش” يعد من أبرز ما يميز أزياء عجلون، حيث اشتهر بقطبة “المناجل” المطرزة بإبرتين على شكل لفات متداخلة، مبينا أن عجلون كانت قديما مركزا لصباغة الأقمشة والنسيج وتعليم التطريز، خاصة باستخدام صبغة أشجار السماق العجلوني التي اعتمدت عليها النسوة في تلوين الخيوط والأقمشة.
من جانبها، قالت الحاجة فاطمة الصمادي، إن المدرقة والعصابة كانتا جزءا أساسيا من اللباس التقليدي للمرأة الأردنية في القرى والأرياف، حيث نتزين بهما في المناسبات والأفراح وغالبا ما كانتا تصنعان في المنازل وتطرزان بخيوط متعددة الألوان على أيدي سيدات معروفات في القرى.
وأضافت، إن طقس الحناء كان من أبرز ملامح ليلة العرس إذ تجلب من محلات العطارة وتعجن في أوان خاصة، ثم ترسم نقوشها على يدي العروس وسط أجواء احتفالية تعمها الأغاني والأهازيج الشعبية التي تودع العروس بها أهلها وصديقاتها.