كتب: إبراهيم السواعير
بكلّ فرح وتفاؤل، يستقبل أبناء المؤسسة الصحفيّة الأردنيّة “الرأي” ومحبو الصحيفة، قرار إدارتها، ممثلة برئيس وأعضاء مجلس الإدارة ومديرها العام، في أن يكون مركز الرأي للتدريب الإعلامي أكاديميةً متخصصةً للتدريب، تستنفر الطاقات، وتستقطب الكفاءات، وتنظر أيضًا بعين الاعتبار لأبناء لأبناء وبنات “الرأي” أنفسهم؛ مستنفرةً طاقاتهم وكفاءاتهم نحو العطاء.
ومن نافلة القول إنّ الإدارة في “الرأي” اليوم، ليست منعزلةً بحال من الأحوال عن العمل الصحفي، ولا يمكن أن تقف على الحياد من هذا العمل؛ لأنها في تدخلها ستعمل للصالح العام، وإبراز الطاقات، ومعرفة فجوات الخلل، ولذلك كان القرار الحكيم بأن تكون الأكاديمية مستقلّةً في هيكلها التنظيمي وتحظى بدعم الإدارة ومباركتها والاستماع إلى مطالبها واحتياجاتها وأعمالها دون وسيط.
وحين تكون الإدارة حصيفة؛ فإنّ الصحفي في نهاية المطاف هو في جانبه الآخر موظف ومرهون بمدخول المؤسسة، وما يضمن استقراره الوظيفي واستمرار راتبه، وحضور الثقة بإيرادات مؤسسته ووقوفها على أقدامها بعد كل ما عصف بالصحافة الورقية من تغيرات وتقلبات، وفي قراءة واقع التحول الرقمي الذي دخلته “الرأي” غير متهيبة، وعملت لأجله، ما يؤكّد الرؤية الاستراتيجية أمام هذا الواقع.
ونعتقد أنّ سياسة التحفيز التي انتهجتها مديرة المؤسسة الصحفية الأردنيّة “الرأي”، هيام حابس الكركي، وهي تطلق الكفاءات من عقالها، وتؤكد على حضور هذه الكفاءات، وأنها ليست بمعزل عما يجري، وأنّها كفاءات شاهدة على تطوّر “الرأي”، وعلى ماضيها، وحاضرها، ككفاءات ناضجة،..هي سياسة إيجابيّة زادتها حضورًا الترفيعات والتعيينات الأخيرة لمستحقيها في كلٍّ من الإدارة والتحرير.
كما أنّ اهتمام المؤسسة بأن يشعر ابن “الرأي” أنّه ليس على الهامش، ويستطيع أن يشارك في مؤسسته بفاعليّة، انعكاسًا لقولنا إنّ من يشارك في صناعة القرار، سيعمل على نشره واحترام نجاح هذا القرار، بكلّ طواعية واختيار.. هو اهتمامٌ في الصميم في هذه المؤسسة الصحفية العريقة.
ومعنى ذلك أنّ الأكاديمية التي تلقيناها بفرح واحترام للرؤية الذكيّة لإدارة المؤسسة، تجعل الشعور عظيمًا في أن يشغل أبناؤها المؤهلون خبرةً ومهنيّةً ومعاصرةً، حيّزًا في أعمالها، اعتمادًا على أنها صحيفتهم، وتحترم حضورهم، بعيدًا عن أيّة متغيرات أخرى، حيث الإدارة الحقّة، التي تعلمناها نظريًّا على قاعة الدرس الجامعي، وفي المشوار العملي التطبيقي، هي الإدارة القادرة على تعظيم الفرص واحترام العنصر الصحفي التقليدي في المؤسسة، إضافةً إلى جيل الشباب في التحول الرقمي؛ فحين يتسمّى مركز الرأي للتدريب الإعلامي بالأكاديمية ضمن استقلالية مربوطة بالمدير العام؛ فإنّ في هذا بادرة إيجابية لرفد هذه الأكاديمية وتعزيز حضورها، حين يكون للاستقلالية معناها، خصوصًا في ظلّ جهود رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، لتكون ذراعًا مهمًّا للمؤسسة، مثل مطبعة الرأي، ومركز الرأي للدراسات، ومثل أيّ رافد آخر حقيقي يعين المؤسسة على احتياجاتها ويشكل مدخولًا لها، وفي الوقت نفسه تخريج كفاءات مهمه في العمل الصحفي والإعلامي؛ فالأكاديميّة قادرة على أن تتطور وتواكب بتجهيزاتها المتاحة، وقادرة أيضًا على أن تمسك بالجديد، وتتمسك في الوقت ذاته بأصول المهنة الصحفية، واحترام الكينونات الاحترافية التي تعلمت في مدرسة “الرأي” ومارست المهنة في رحابها، وهي الآن تشكل مصدر خبرة تفيد الجميع.
إنّ الحضور المبشّر واللافت هو دخول الإدارة لتنظيم أسس العمل، على اعتبار أنّ التحرير والإدارة جناحان لا يمكن لطائر أن يطير بدونهما، وقد جاء تعيين الزميلة رانيا تادرس مديرةً لأكاديميّة الرأي للتدريب، وهي زميلة مؤهلة ولها خبراتها الطويلة ومراسها الإعلامي والصحفي، وذات مقدرة على التدريب،.. تأكيدًا على اهتمام الإدارة بأبنائها واستشارتهم في نجاح هذه المؤسسة وتقدّمها، خصوصًا و “الرأي” قديمة في الوجدان، وراسخة في العمل الصحفي، وتحظى بسمعة لدى جمهورها، ففي ظل إدارة قوية لـ”الرأي” نستطيع من خلال الأكاديمية أن نستقطب المشاريع العربية والأجنبية إلى المؤسسة، وأن يكون لأبناء المؤسسة دورهم، فلا يقفوا من التدريب موقف المتفرج؛ في خضمّ كلّ هذا العمل الصحفي وكلّ ما تحصّلوا عليه من خبرة في هذا المجال.
ومن نافلة القول إنّ تمكين المرأة أمر ضروري، ومطلب ملكي، كما أنّ إعطاء الفرص لمستحقيها هو أساس تحفيز العطاء وتشجيعه، ومن أسوأ ما يمكن أن يتعرض له العاملون في مهنة الصحافة أن يشعروا بالفارق أو الفجوه مع إدارات مؤسساتهم، ولذلك تعمل الإدارة الحالية على ردم هذه الفجوة ومنح الشعور بأنّ المسافة صفر بين الزملاء وإدارة مؤسستهم، وأنّ الزملاء يعملون بروح الفريق الواحد المحبّ لـ”الرأي”.
ومع إيماننا بقسوة الظروف المالية للصحف الورقية، فإنّ من المهمّ أيضًا أن ندرك أنّ تجاوز هذه الظروف ليس مستحيلًا، فبالإدارة الفاعلة والقوية يمكن أن تستعيد الصحف، ومنها “الرأي” استقرارها المالي، في ظل مهنيتها العالية ومصداقيتها وعدم تضليلها الإعلامي ووقوفها إلى جانب الخبر النقي والصادق دون خداع، مواصلةً المشروع الوطني في التنوير، كسلطة رابعة لها حضورها في كل الظروف والأحيان.
إنّ إدارة “الرأي” اليوم وهي تفاجئنا بقرارات إيجابية في الترفيعات، كسياسة تحفيز، إنّما تؤكّد احترامها لأبجديات العمل الإداري الناجح، حين تعطي الموظف إحساسًا بأن مؤسسته تبارك جهده وتؤمن بتطلعاته، فيسعى معها لفتح آفاق جديدة لتخفيض النفقات واستنفار الكفاءات، ومن هذا المنطلق فإنّ إعطاء الزملاء والزميلات الأدوار اللائقة والمناسبة، وهم في عزّ عطائهم ونضجهم الصحفي والمهني و”الخبراتي”، هو أمر مبشر لكي نقضي على ما يشعر به البعض من أنّ الإدارة عاده لا تلتفت إلى التحرير أو تتذرع بعدم الاختصاص.
“الرأي” اليوم تقوم على ترتيب أوراقها، وتعيد حساباتها، وتضع في أولوياتها مصلحة أبنائها والعاملين فيها، وطالما أنّ الفرص تقدم لمستحقيها فإنّ النتيجة حتمًا هي النجاح.
أخيرًا، نبارك لـ”الرأي” أكاديميتها، وننظر دائمًا بروح الفريق الواحد إلى الأمام، ضمن مبادئ الشفافية والمكاشفة التي تنتهجها إدارة المؤسسة، ورئيس وأعضاء مجلس الإدارة، فالجميع يضع لبنات قوية في مسار الصحيفة التي تبقى إن شاء الله صرحًا وطنيًّا خدم الدولة الأردنية في الماضي والراهن، ويظل قادرًا على أن يمتشق حسام الكلمة في الدفاع عن الوطن وتاريخه ووعي أبنائه وطاقاتهم الخلاقة للنهوض والتطور والتحديث بما يواكب روح العصر ويؤكد أساسيات المهنة وثوابتها الأصيلة.