إنجاز-عقدت لجنة السياحة والآثار في مجلس الأعيان، برئاسة العين ميشيل نزال، اليوم الأحد، لقاءً مع مدير عام دائرة الآثار العامة الأستاذ الدكتور فوزي قاسم أبو دنة وعددٍ من كوادر الدائرة، وذلك في مقر مجلس الأعيان الأردني، للاطلاع على واقع عمل دائرة الآثار العامة وخططها المستقبلية.
في مستهل اللقاء، العين ميشيل نزال الجهود الكبيرة التي تبذلها دائرة الآثار العامة في حماية وصون الإرث التاريخي والأثري للمملكة، مؤكداً أن هذا الإرث يشكّل أحد أهم مقومات الهوية الوطنية وركائز الجذب السياحي في الأردن.
وأشار نزال إلى أن الأردن يمتلك إرثاً حضارياً غنياً ومتنوّعاً يعكس تعاقب الحضارات الإنسانية على أرضه، ما يستدعي استمرار دعم دائرة الآثار العامة وتمكينها من أداء دورها الحيوي في حفظ وتطوير المواقع الأثرية، وتعزيز مساهمتها في تنشيط القطاع السياحي ودعم الاقتصاد الوطني.
من جانبه، استعرض الأستاذ الدكتور فوزي أبو دنة في بداية حديثه آلية عمل دائرة الآثار العامة وخططها الاستراتيجية الهادفة إلى صون وإدارة المواقع الأثرية المنتشرة في مختلف محافظات المملكة. وأوضح أن الدائرة تعمل وفق رؤية متكاملة بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والدوليين، بهدف الحفاظ على المواقع الأثرية وتوفير بنية تحتية داعمة للسياحة الثقافية المستدامة.
وأضاف أبو دنة أن الدائرة أنجزت خلال الفترة الماضية سلسلة من المشاريع النوعية في مجالات الترميم والتأهيل الأثري، إلى جانب توسيع أعمال التنقيب العلمي وتنفيذ برامج توعوية موجهة للمجتمع المحلي لتعزيز الوعي بأهمية حماية الإرث الأثري.
كما تطرّق إلى أبرز التحديات التي تواجه عمل الدائرة، وفي مقدمتها محدودية الموارد المالية والبشرية، والحاجة إلى تحديث بعض التشريعات الناظمة لقطاع الآثار، بما يضمن استدامة الجهود الوطنية في هذا المجال الحيوي.
وفي سياق متصل، أكد العين ميشيل نزال أن اللجنة تولي اهتماماً خاصاً بتعزيز التكامل والتنسيق بين الجهات المعنية بقطاعي السياحة والتراث، انطلاقاً من دورها التشريعي والرقابي في متابعة تنفيذ السياسات والخطط الوطنية، وبما يسهم في إبراز الصورة الحضارية للأردن وتوظيف الإرث الأثري كرافد تنموي مستدام، داعياً إلى دعم الدائرة في مواجهة التحديات وتعظيم أثر جهودها.
بدورهم، شدد أعضاء اللجنة على أهمية تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية، بما يسهم في استثمار المواقع الأثرية سياحياً وثقافياً، ويحقق مردوداً اقتصادياً وتنموياً للمناطق المحيطة بها.
كما دعوا إلى ضرورة مواءمة استراتيجية دائرة الآثار العامة مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، لضمان تكامل الجهود الوطنية في الحفاظ على التراث وتعزيز دوره في التنمية المستدامة.