إنجاز – من منال شلباية
في إطار برنامج تمكين المشاريع الثقافية، وبدعم كريم من وزارة الثقافة، نظّمت جمعية الفكر والقلم الثقافية اليوم جلسة توعوية بعنوان “قضايا مجتمعية”، وذلك بالتعاون مع مديرية ثقافة المفرق وبلدية المفرق الكبرى.
احتضنت قاعة التدريب والتطوير التابعة للبلدية فعاليات الجلسة التي شهدت حضورًا نوعيًا لمدير ثقافة المفرق الأستاذ سامر الخزاعلة، إلى جانب نخبة من الهيئات الثقافية والمختصين بالشأنين التربوي والاجتماعي والإعلامي، في لقاء هدفه إلقاء الضوء على أبرز التحديات التي يواجهها المجتمع المحلي، وطرح رؤى توعوية لمعالجتها.
وقال رئيس جمعية الفكر والقلم الثقافية الدكتور مؤيد السعود، خلال ادارته الجلسات انه في ظل التغيّرات السريعة التي يشهدها مجتمعنا، وما يرافقها من تحديات تقنية واجتماعية، تبرز الحاجة الملحّة إلى وقفات توعوية تسلّط الضوء على قضايا تمسّ حياة الأفراد بشكل مباشر، وتدعو إلى التأمل، الحوار، والبحث عن حلول واقعية.
من هنا، جاءت هذه الجلسة التوعوية التي تنظمها الجمعية لتطرح أمام الحضور موضوعين في غاية الأهمية مخاطر الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي والحوادث المرورية: الأسباب والحلول؛ وتمثل هاتان القضيتان جانبًا من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع اليوم، سواء على صعيد الأفراد أو الأسر أو المؤسسات. فبين الانغماس الزائد في العالم الرقمي، وبين فقدان الأرواح على الطرقات، يبقى الوعي هو السلاح الأقوى لمواجهة هذه الظواهر والحدّ من آثارها.
واستهلت الجلسة الأولى التي كانت بمثابة عصف ذهني بتساؤل هل وسائل التواصل الاجتماعي – نعمة أم نقمة؟ وسلطت الدكتورة عالية اخو ارشيدة / رئيسة تجمع لجان المرأة الوطني الأردني في محافظة المفرق الضوء على الآثار السلبية للإفراط في استخدام الهواتف الذكية بين مختلف الفئات العمرية، وما يرافق ذلك من تراجع في التحصيل الدراسي، ضعف في الروابط الاجتماعية، وأثر نفسي سلبي يصل حدّ القلق والاكتئاب.
وطرحت أخو ارشيدة بمشاركة مع الحضور مجموعة من الخطوات الوقائية للحد من هذه الظاهرة، أبرزها، تحديد أوقات يومية لاستخدام الأجهزة الذكية، خاصة للأطفال، تعزيز الرقابة الأسرية القائمة على الحوار والتوعية، تشجيع الأنشطة البديلة كالمطالعة والرياضة والأنشطة الإبداعية، تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية حول الاستخدام الآمن للتكنولوجيا.
فيما تضمنت الجلسة الثانية والتي كانت حول حوادث السير – أرقام تقلق وأرواح تُزهق حيث ناقشت الدكتورة صباح السرحان رئيس جمعية يحيى للثقافة والتوعية المروري موضوعًا لا يقل أهمية، بعنوان:”الحوادث المرورية: الأسباب والحلول”.
واستعرضت السرحان أبرز المسببات التي تقف خلف ارتفاع نسب الحوادث، ومنها: السرعة الزائدة، استخدام الهاتف أثناء القيادة، وتجاهل قواعد المرور، مشددة على أهمية دور التوعية المجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة السلامة المرورية، مقدّمة حزمة من الحلول العملية، منوه الى أهمية ان يبدأ المرء بنفسه وتهذيبها لآداب الطريق وحق الاخرين وحياتهم عليه.
وأكدت على أهمية تنفيذ حملات تثقيفية مستمرة في المدارس والمجتمعات المحلية، تطوير البنية التحتية للطرق وتحسين الإشارات والإضاءة، فرض رقابة مشددة وتفعيل العقوبات على المخالفين فيما بين المشاركون الى إطلاق مبادرات تدعم مبادرات “السائق المثالي” كقدوة مجتمعية. في نهاية الجلسة، عبّر الأستاذ سامر الخزاعلة عن تقديره للجمعية والمشاركين، مثنيًا على الجهود المبذولة في خدمة قضايا المجتمع، ومؤكدًا أن وزارة الثقافة ستبقى الداعم الأول للمبادرات التي تسهم في نشر الوعي، وتعزز من قيم المواطنة، وتحمي الأرواح والممتلكات.
جلسة اليوم لم تكن مجرد حوار… بل كانت دعوة صادقة نحو مجتمع أكثر وعيًا، وأسرة أكثر ترابطًا، وطرق أكثر أمانًا ، و لا تهدف فقط إلى التشخيص والعرض، بل تسعى إلى تحفيز التفكير الجماعي، وتقديم رؤى وقائية وعملية تعزز من تماسك المجتمع وسلامته. فالتغيير يبدأ من الكلمة، ومن الحوار الواعي، ومن الجهود المشتركة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.








