بقلم / حليمة صومعي
الثقة لا تُمنح مجانًا، ولا تُشترى بخطابات رنانة ولا بصور في الحملات الانتخابية. الثقة تُبنى على أفعال، على وعود صادقة تُترجم إلى إنجازات يلمسها المواطن في يومياته.
اليوم، يقف المواطن المغربي أمام مشهد سياسي باهت، وجوه تتكرر، ووعود تتكرر، لكن المعاناة لا تتغير. المواطن الذي كان يذهب إلى صناديق الاقتراع وفي قلبه أمل، صار يذهب – إن ذهب – وفي نفسه شك، وفي عينيه سؤال واحد: “هل يستحق صوتي؟”
الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية هذا الشرخ. حين تتحول السياسة إلى موسم انتخابي عابر، وحين يكون الحوار مع الناس مؤجلًا حتى موسم الصناديق، فإن الهوة تتسع، والجسور تنهار. المواطن اليوم يريد من يطرق بابه قبل أن يطلب صوته، يريد من يسمع أنينه قبل أن يرفع شعاراته.
لكن الصورة ليست سوداء بالكامل. أمام الأحزاب فرصة تاريخية لتصحيح المسار: وجوه جديدة، دماء شابة، خطط عملية لا شعارات فضفاضة، وجرأة على مواجهة الفساد قبل الحديث عن الإصلاح. المواطن لا يطلب المستحيل، هو فقط يريد أن يرى الصدق في القول والجدية في الفعل.
الانتخابات المقبلة ليست مجرد سباق على المقاعد، بل اختبار أخلاقي وسياسي. إذا أرادت الأحزاب أن تستعيد ثقة الشارع، فعليها أن تدرك أن زمن بيع الأوهام انتهى، وأن المواطن اليوم أكثر وعيًا، وأكثر جرأة على معاقبة من يستخف به… ولو بالصمت أمام الصندوق.