شيخ الرعاة يحلق عاليًا.
شعر -رامي عبدالله الجنيدي
في الأعالي حُلم الرُعاة يراودني
لا الأبجدية منحتني الحُب كله
ولا أنا منحت نفسي قلب الذئب.
يسألني شيخ الرُعاة
أتحن مثلي إلى امرأة
يفوح منها عطر الليمون صباحًا
وهيَ تفرُك قميصها البُني بالشمس،
أتحن إلى امرأة تعَصُر عنبها
وهيَ تعزف على الكمنجات
كي تكسر صورة النعاس في المرايا
وتسير ببطءٍ على أجسادنا الخرساء
ويفيض نهر الكلام
كي تنجو من وجع الحياة.
لا تنكسر أمام عطر امرأة
نسيت نفسها حينَ انشغلت
بسلامها الداخلي
وتذكرت بأنك دعوتها لحفلة عشاء
ولم تأتِ لا لشيء
ولكنها تذكرت أنك قُلت لها
ذات مساء أن سر الماء في القصيدة
يقلقني،
ولأنها لا تريد لوجع الحياة
أن يسرق كُحلها أمام الكمنجات
ولا تريد لظِلّها أن ينكسر أمام المرايا.
فهيَ لا تصدق كذبة الحداثة
أن المرأة مثل الفراشة
تحترق من أجل أن تضيء
حُقولها من جديد.
لا امرأة تُخبأني من وجعي
ولا أنا خبأت نفسي من الهذيان
كي أنجو من لعبة الحياة،
أتعبتني رحلة الإيقاع
وأنا أتأمل رقصة الفراشة
حينَ لم أجد شبهي
لكني حينَ رأيت عينيكِ
تضحكان لرحلة الشجنِ
أصابني شغفٌ لماضٍ
توقف كي أتكئُ على ضحيتي،
لكن بياض اللص أفقدني
متعة البحث عن لغز المعنى
للوجه الآخر للحداثة
فمعذرة يا شيخ الرعاة
لأني لم أجد من يقود صورة الهذيان
إلى الحِس الواقعي بالمعنى
المُرَادف لصورة الحداثة.