(بترا)- سمير المرايات – استطاع زهاء 40 متطوعاً من أبناء لواء بصيرا من خلال مبادرتهم السنوية “سبيل الخير”، تأمين وجبات إفطار ومواد غذائية للفقراء وعابري الطريق الملوكي الذي يخترق اللواء، لا سيما وأنه موروث اجتماعي توارثه أبناء بصيرا جيلا بعد آخر، غايتهم إكرام عابري السبيل والفقراء في منطقتهم ليكونوا ضيوفاً على مائدة إفطارهم الرمضانية.
وتبدأ ومع دخول شهر رمضان من كل عام لجنة إدارة جمعية “سبيل بصيرا ” تجهيزاتها لتأمين اللحوم والأرز والدجاج وكافة احتياجات الشهر الفضيل لطهيها وتوزيعها على عابري السبيل والفقراء والمحتاجين في لواء بصيرا جنوب محافظة الطفيلة، وذلك بدعم من مجموعة من المحسنين والمؤسسات والشركات والجهات الداعمة.
وتعد مبادرة “سبيل أهل الخير” من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي الرمضانية في لواء بصيرا، كونها موجهة للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل والمارين بأرجاء اللواء، ليجدوا فيها لمسات معطاءة تعبق بإغاثة الملهوف وإكرام اليتيم.
وانطلقت مبادرة سبيل أهل الخير في لواء بصيرا جنوب الطفيلة، للعام التاسع على التوالي خلال شهر رمضان المبارك لتوفر للمحتاجين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، وجبات إفطار يومية مطبوخة في مطبخ انتاجي تم تجهيزه بكافة المستلزمات والمعدات والكوادر التطوعية من طباخين ومشرفين وعمال وسواقين وغيرهم.
و”سبيل الخير” توفر زهاء 20 ألف وجبة إفطار على مدار الشهر الفضيل، للفقراء والمحتاجين ليصار إلى توزيعها وفق كشوفات وأداء منظم يجسد معاني المحبة والرحمة والتكافل الاجتماعي بين أبناء لواء بصيرا الذي يضم زهاء 30 ألف نسمة موزعين على مناطق بصيرا وغرندل والقادسية.
ويعتمد تمويل “سبيل بصيرا ” بشكل رئيس على التبرعات العينية والمالية من التجار والمحسنين من أهالي المدينة، والتي تستمر طيلة أيام الشهر الفضيل، موضحين أن العمل يبدأ بإعداد وتجهيز وجبات الإفطار منذ ساعات الصباح، ويستمر حتى الساعة الخامسة مساء.
وبين رئيس جمعية سبيل الخير في لواء بصيرا، المهندس محمد الرتيمات، أن المبادرة تشرف عليها لجنة من 40 شاباً من أبناء بصيرا جميعهم من المتطوعين، يقومون بخدمة متطلبات السبيل في إطار المسؤولية الاجتماعية، لافتاً إلى إن السبيل استمر في عمله الخيري والإنساني للعام التاسع على التوالي، إذ يتم تجهيز ما بين 500 إلى 600 وجبة إفطار يومياً على أيدي طهاة مهرة من أبناء بصيرا، ثم توزع على المحتاجين وكبار السن والأيتام وعابري السبيل.
وأضاف، أن المبادرة استطاعت خلال السنوات الماضية توزيع آلاف من عبوات التمور والعصائر والألبان والمياه إلى جانب وجبات الغذاء على الصائمين المارين من عبر الطريق الملوكي من خلال خيمة بنيت على مثلث ريعا المروري.
وأشار المهندس الرتيمات إلى أن هذه المبادرة تعاني من جملة تحديات أثرت على عملها الخيري والإنساني على رأسها إنخفاض حجم الدعم المالي لادامة توفير متطلبات ومستلزمات عمليات الطبخ اليومية، لافتاً إلى إعتماد التمويل على تبرعات عدداً من أبناء الطفيلة عامة ولواء بصيرا خاصة وعدد محدود من شركات القطاع الخاص، إذ أن الجمعية لا زالت تستأجر المطبخ الإنتاجي، فضلا على الحاجة الماسة إلى تطوير مستلزمات انتاج الوجبات من معدات للطبخ وغيرها، ورغم ذلك فإن الأهداف بتأمين الفقراء والمحتاجين بوجبات يومية بمواصفات عالية يعتبر من أبرز الجهود اليومية تزامنا مع البحث عن منافذ للدعم والمساندة.
ولفت المهندس الرتيمات، أن المبادرة تعمل تحت مظلة جمعية سبيل الخير الخيرية، وأن جهودهم في سد رمق الأسر المعوزة تستمر طيلة شهر رمضان، كما أنها استمرت في السنوات الماضية، خاصةً في جائحة كورونا التي تغير فيها مسار تطوعهم من تأمين وجبات غذائية يومية لعابري السبيل والمحتاجين لتخصص للأسر المعوزة بإيصالها إلى أماكن سكناهم.
وطالب الشركات التعدينية والخاصة في الطفيلة لأخذ دورها في المسؤولية الاجتماعية بدعم هذا السبيل لتحقيق رؤيته الموجهة لدعم الأسر المعوزة التي لا يستطيع غالبيتها من تأمين إفطاره خلال الشهر الفضيل بعد ساعات طويلة من الصيام.
