إنجاز-من منال شلباية- نظّمت جمعية “عبق الفردوس” جلسة حوارية تهدف إلى توعية وتثقيف رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمخاطر الجرائم الإلكترونية، وذلك ضمن جهود نشر الوعي المجتمعي وتلافي الأخطاء والتجاوزات التي قد تؤدي إلى زعزعة الأمن وبث الكراهية، من خلال تداول الأخبار المضلّلة والمغلوطة عبر المنصات الرقمية.
أدارت الجلسة الإعلامية منال شلباية، التي أكدت أن “الوطن يواجه محاولات للنيل من منجزاته وصورته، ما يوجب علينا أن نكون صفاً واحداً في الدفاع عن الحقيقة ونقل صوت الأردن النقي، وأن نُجسّد وعيه وثوابته”. وشددت على أهمية التحقق من المعلومات قبل نشرها، والبدء بتثقيف الأسرة أولاً، داعية إلى التحلي بروح المسؤولية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والاستعانة بروابط ومصادر موثوقة للتأكد من صحة الأخبار.
وأكدت شلباية أن حماية الوطن من الشائعات والحملات المغرضة مسؤولية وطنية وأخلاقية، وهي جزء لا يتجزأ من الولاء والانتماء، مشيرة إلى ضرورة الرد على تلك الحملات بالحجّة والمنطق، والكشف عن أهدافها في زعزعة الاستقرار الداخلي والنَيل من دور الأردن الإقليمي والدولي.
وتحدث أخصائي الإعلام الرقمي، يوسف المشاقبة، عن أهمية البرامج التوعوية لمستخدمي مواقع التواصل، مستعرضًا نماذج واقعية، ومشددًا على ضرورة التزام ناقلي الرسائل الإعلامية بالمعايير المهنية، وتقديم محتوى هادف يتميز بالمصداقية والشفافية.
كما لفت المشاقبة إلى أهمية التفريق بين الإعلام والإعلان والصحافة، مشيرًا إلى أن الإعلام الأردني موحَّد في مواجهة الحملات التي تستهدف مواقفه الإنسانية، خاصة تجاه غزة. وأضاف أن تعديل قانون الجرائم الإلكترونية أسهم في الحد من الإشاعات، وأن القوانين ساعدت في ضبط المشهد الإعلامي.
من جانبه، أوضح النقيب وليد الأعمر، مندوب إذاعة الأمن العام، أهمية تعامل الأفراد مع التطبيقات الرقمية من زاوية قانونية وأمنية. واستعرض جهود مديرية الأمن العام في التوعية المجتمعية، من خلال مبادرات مثل “فتبيّنوا”، التي تهدف إلى الحد من تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة، التي يعاقب عليها القانون.
وأضاف اإلى أن الأردن يمتلك تشريعات، مثل قانون الجرائم الإلكترونية، تجرّم نشر أو تداول محتوى مسيء للدولة أو محرّض على الفتنة أو مروّج لأخبار كاذبة تمس الأمن الوطني.
كما أكد اخصائي الامن السيبراني والتحقيقات الرقمية الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الزبيدي ، على دور أجهزة إنفاذ القانون في مكافحة الجرائم الإلكترونية، مشيرًا إلى أن التفاعلات على الإنترنت باتت جزءًا من الحياة اليومية، إلا أن هناك مخاطر مثل الاختراق، وانتحال الشخصية، وسرقة المعلومات، ما يستدعي الحذر لضمان تجربة آمنة على الإنترنت.
وقدّم الزبيدي نصائح عملية لحماية الحسابات الرقمية، وطرق الرد على المشاركات المسيئة للأردن، مستعرضًا نماذج من الإشاعات والردود المناسبة عليها، مؤكدًا أهمية دور الشباب في هذا المجال.
وناقش المشاركون في الجلسة عدة محاور متعلقة بالإعلام الرقمي، أبرزها ضرورة تعزيز المهارات الرقمية، والتفرقة بين النقد البنّاء والتشويه المتعمّد، ونشر خطاب وطني إيجابي يعزز قيم الانتماء والوحدة. كما شددوا على أهمية إيصال الرسالة الإعلامية للشباب، كونهم الشريحة الأكبر المتلقية للمحتوى الإعلامي.
وخرجت الجلسة بعدد من التوصيات :
إنشاء مكتب للجرائم الإلكترونية في محافظة المفرق.
الرد على المشاركات المخالفة بالقوانين بالحجّة والمنطق، لا بالانفعال.
التوعية بخطورة الخطاب العنصري.
الإبلاغ القانوني عن المحتويات المخالفة.
تجنّب الشتائم والتهديدات في الردود.
التحقق من مصادر المعلومات قبل نشرها.
تنظيم دورات تدريبية حول التربية الإعلامية والمعلومات للمجتمعات المحلية.
ضبط المشهد الإعلامي، مع التركيز على دور الصحافة المتخصصة