الدكتور عثمان محمود بني يونس يكتب:
أخي العزيز: هؤلاء يراقبون بعين الصقر، يلتقطون أي صغيرة، لينفخوا فيها، لتشتعل حرائق صغيرة هنا وهناك، حتى تظل الأمور متأججة.
هؤلاء يدعون أن مشاريع التنمية والبناء والازدهار حكم عليهم، لكنهم لا يقدمون برامج ولا خططاً، فقط يهاجمون على طول الخط دون الحصول على استراحة محارب.
يحدثون أنفسهم سراً أو في العلن، يتساءلون بغيظ من هؤلاء حتى تؤول لهم مقاليد الأمور….
ألسنا الأحق بهذه المقاعد والمناصب؟!
إنهم فقط تتعالى صرخاتهم إلى عنان السماء…. يلعنون ويسبون ويثيرون الفتنة، يطلقون الإدعاءات الواهية ويجسدونها كأنها حقائق دامغة وسط هذا الضجيج والصخب نرى مفارقات مضحكة، منها مثلاً ذلك الحزيب الذي ظهر مع بداية تأسيس الأحزاب، من وقتها ظل بلا شعبية ولا تأثير، وخلال دورات مجلس الشعب على مدار العشرين سنه الماضية لم يحصلوا على مقعد واحد وكانوا أول من جلد حكومة النسور في شعاراته الرنانة,,,,,, هذا الحزب الآن – وبالتحديد الذي لا يرضى عنه الأعضاء- يطلق التصريحات النارية ….. يشكك في كل شيء…. ويعتبر نفسه الوصي على أقدار الوطن….. رغم هذه النظريات ما زال وسيظل الحزب صغيراً، لكن مهمته المقدسة بالاشتراك مع أمثاله من الأقزام، هي المساهمة في إشعال الحرائق…. وتدنيس مقدرات الوطن….. لكنني أقول وبصوت عالي سحقاً لكم فالأرض أرضنا والدار دارنا ولا وصاية لأحد على أردني….. ارحموا الوطن من سيوفكم المهتريه المصنوعة بالغرب…. وإذا كان الوطن كما تدعون فلا بارك الله بكم على هذه الأرض ونحن بغنى عنكم….
فالوطن ببساطة يعني الاستقرار والسكينة والأمن … تعني الزواج الكاثوليكي الذي لا انفصام فيه بين الإنسان وأرضه التي ولد ويعيش عليها ويتنفس هواءها…. وفي الأردن تعلو هذه المعاني لتصل إلى أسمى المراتب حيث يعتبرها الأردنيون أنه الوطن الذي يعيش فينا.
الآن نحن في أمس الحاجة لاستدعاء هذا الانصهار لأن الأخطار لا تتوقف على الداخل بل بدأت تهب علينا من الخارج…. لا نقول إنها رياح عاتية لا قدر الله…. ولكنها” نوة” جاءت من الخارج ولا يحمد عقباها….
2025/04/08